[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد إبراهيم [/COLOR][/ALIGN]

مع ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات وانتشار الكمبيوتر وتنوع الخدمات ابتداءً من الصحافة والتجارة الالكترونية والصور والأفلام إلى جانب الكتاب الالكتروني وبرامج الأطفال والدردشة والتواصل الاجتماعي انتهاءً بالتعارف والزواج والخاطبة الالكترونية التي جاءت لتحل محل الخاطبة التقليدية ولتزاحم أيضا الصحف والصفحات المتخصصة في المراسلة والتعارف حيث أصبح الزواج الالكتروني ظاهرة تجتاح العالم والمجتمع العربي خاصة لذا ما إن تفتح جهاز الكمبيوتر إلا وإعلاناتها تفاجئك وتعددت مواقع التعارف والزواج على الشبكة العنكبوتية مع تعدد التسميات والمحتوى والمضمون واتخذت بعض المواقع الطابع الإسلامي وأصبحت تلقى إقبالا من مستخدمي الشبكة العنكبوتية وانتشرت تلك الظاهرة بين الجنسين وتلقى تشجيعاً من قبل العديدين من الشباب على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم وألوانهم.
فمنهم من يبحث عن التعارف وهو ما يتعارض مع ديننا وتقاليدنا الإسلامية ومنهم من يبحث عن الزواج والذي يعتبر أيضاً سلاحا ذا حديّن ما هو سلبي وما هو إيجابي وإن كانت هناك أهداف نبيلة وسامية ولجوء البعض إلى تلك المواقع خوفا من العزوبية أو العنوسة التي أصبحت شبحاً يتهدد الكثير خاصة المتعلمات نجد البعض منهم يرى ان الزواج عن طريق النت يعتبر كسراً لكل التقاليد والتغلب على غلاء المهور وما يتبع الزواج من مصاريف وهدر للمال إلى جانب أنها فرصة لاختيار شريك الحياة بمعرفتهم دون تدخل الأهل وفرض آرائهم وأنها تساهم في معالجة العنوسة والعزوبية ولهذه الظاهرة آثارها وانعكاساتها على الجانبين الإنساني والإجتماعي ويمكن أن تتفاقم المشكلة لفقدانها المصداقية حيث يعتبر الزواج بهذه الوسيلة ضربا من الحظ قد ينجح إذا كانت الشفافية والمصداقية وبمعرفة الأسرة ومباركتها وقد يفشل لأنه زواج لايستند على المصداقية فالزواج له قدسيته الخاصة ورباطه المقدّس الذي يجب أن يُبنى على أسس إجتماعية سليمة ليؤدي لحياة هنيئة واستقرار لبناء أسرة سعيدة، لذا انقسم الناس إلى فئتين مختلفتين .فالبعض يرى انتشار مواقع الزواج تطورا طبيعيا لتقدم وسائل الاتصالات والتي تساهم في إيجاد فرص للتعارف بين الجنسين ومعرفة كل طرف للآخر بل قد تكون أفضل من دور الخاطبة التقليدية التي تحوّلت إلى تجارة للسعي للكسب مع انخفاض المصداقية فيها والهروب من التكاليف الباهظة ومن غلاء المهور ولتفادي ما يرفضه المجتمع من الاختلاط أو التعارف لذا وجدوا أن النت يمكن أن يكون هو الحل السليم ليتعارف الطرفان ويتناقشان معا وتكون المعرفة عن بُعد بعلم الأسرة أفضل من أن تتم الخطبة والزواج دون معرفة بعضهما البعض ثم تتفاقم المشاكل ويتم الطلاق أو فسخ الخطبة.
الفئة الأخرى ترى أن الحوار بين الشاب والفتاة يعتبر أحد مداخل الشيطان وأن زواج النت بدعة غربّية ضالة تدعو إلى الضلال والفسق وتفسخ المجتمع وتخرق القوانين الشرعية وأنها دخيلة على مجتمعنا المسلم وعاداتنا وتقاليدنا وتؤدي إلى الوقوع في المعاصي والذنوب والأخطاء وتزييف الحقائق والخروج على الأعراف والتقاليد ونسبة الكذب والضلال والخداع تشملها بشكل كبير بالتلاعب بالمشاعر والأحاسيس واللهو والتسلية من أولئك المزيفين والأسماء الوهمية المستخدمة للتسلية وتزايد الاحتيال والخداع كما وأنها تتنافى مع قيمة المرأة ومكانتها في المجتمع المسلم بتلك العروض التي تتم من خلال الشبكة العنكبوتية والتي تشوّه صورتها في المجتمع ويتم عرضها كسلعة في السوق فلا يمكن أن يكون ناجحاً لوجود الشك بين الطرفين.فالتحذير والوعي لمعرفة خطورة تلك المواقع ضروري لحماية الشباب من محتويات تلك البدعة الغربّية الضالة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *