[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** عندما كان (ياسر – صديقي) الذي لا يزور جدة إلا (فين – وفين) في أول نقطة على الطريق السريع جنوبي جدة، كنت أنا التقط مكالمته الهاتفية – فرحا – من نقطة في الطرف الشمالي البعيد (في محيط مطاعم الأسماك – بعد الرحيلي).
** كان على (ياسر) أن يقطع ما يزيد على 80 كم حتى يلتحق بي في تلك الليلة المقمرة، وبالفعل بدأ صديقي يخوض (المعركة) بسيارته الجديدة فوق (أمواج) الطريق السريع.
** لم أشأ أن احذره من الانزلاقات و(الانبراشات) التي تجري عادة على مسرح (ملعب المباراة) أقصد ذلك الطريق الجهنمي، خشية أن ترتفع دقات قلبه،.
** وعندما لم يصل إلاّ بعد 40 دقيقة (الزمن الافتراضي لوصوله) بدأ الوجل يخالجني، لكنني وضعت افتراضات مثل ان يكون في الطريق حادث مروري من تلك التي تحدث يوميا وتعطل حركة السير فتنكد على كل العابرين
** او ان تكون وتيرة العمل في مشروع القطار الذي ضاقت الارض عنه فلم يجدوا له مكانا الا ان يحشروه تحت معطف الطريق السريع ليزيده هما وغما فوق همه وغمه
** ساعة وست دقائق مرت واذا بطلائع السيد ياسر تلوح من بعيد امام ناظري، فتهللت فرحا، وما ان هبط من سيارته حتى التقم زجاجة ماء مثلجة وأتى عليها من آخرها
** كان يبدو شاحبا ومضطربا على غير عادته، سألته….. فتدفق مثل ناجٍ من قوم كانوا سيفتكون به، وتركته على سجيته يروي مشاهدات درامية تصلح مسلسلا تلفازيا.
** قال متسائلا ومستنكرا معا (والذهول مازال على محياه) : كيف لكم ان تعطلوا السير وسط ذلكم الطريق المخيف، الا تخافون على ارواحكم ؟.. لقد تجاوز الكثير من السائقين فيه حتى المعاني الانسانية فضلا عن (المرورية) بعد أن تلبسهم جنون السرعة والطيش ؟
** وروى كيف عاش لحظات مذهلة من الهلع وسط أناس يتجاوزن الطلاء الاصفر بالعشرات و(يساقطون) و(يلسعون) من أمامهم بالضوء العالي ليزيحوهم من أمامهم، في محاكاة لـ (أسلوب – الذراع) وقريبا مما يجري على حلبات المصارعة.
** كنت أريد أن (اتجمل) وادافع عن مدينتي و(مرورها).. وأقول إن أولئك مجرد فئة قليلة جدا، وإن (المرور) حاضر.. ويؤدي أعظم دور.. وهو (على قدم وساق) ورائهم.
** لكنني خشيت أن (يقذعني) بطرف عينه، فيكشف (كذبي).. فسكت على مضض.. وبدأنا نتناول طعام عشائنا معا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *