[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بشير علي كردي[/COLOR][/ALIGN]

جاءتني رسالة الكترونية تقول:
جارنا العزيز عمو بشير
اعتذر عن حضور لقاء هذا اليوم، فأنا أعد ميزانية أعياد السنة الجديدة.لا زِلْتُ مُصِرة، وللسنة الثانية، على استبعاد الهدايا للأصدقاء والمعارف في أسبانيا ، فأيتام وأرامل فلسطين المحتلة هم الأولى بقيمتها، وفي نيتي جمع ما يكفي لتمويل خمسة آلاف وجبة طعام شعبية لليلة الميلاد المجيد ولليلة رأس السنة الجديدة توزع على المحتاجين هناك من أرامل وأيتام ومعدمين.أجري اتصالات عبر الإنترنت مع معارف أهل والدتي في كل من بيت لحم وغزة للتعاقد مع المطابخ المؤهلة للقيام بهذه المهمة. في تقديري أن عشرة يورو تكفي لوجبة متكاملة للشخص الواحد، وبالتالي سأسعى لجمع مبلغ لا يقل عن خمسين ألف يورو من الجيران والأصدقاء وأنت من بينهم، ولن يكون صعبا على أي من المتبرعين توفير المبلغ الذي يراه إذا ما راعى ضغط نفقات العيدين وترشيد الاستهلاك.ولترشيد الإنفاق سأقترح على والدي ووالدتي عدم استضافة الأصدقاء في المطاعم خلال هذا الشهر الذي ترتفع فيه الأسعار وتقل الجودة، فمنزلنا يتسع لهم، والمثل يقول: بيت الضيق يتسع لألف صديق .
وضعت في اعتباري وأنا أرسم بنود الميزانية أن يتم شراء اللوازم من الأسواق الشعبية حيث الخضار والفاكهة تعرض بأقل من نصف أسعار السوبر ماركت، وسأقترح التقليل من اللحوم والأسماك التي أخذت أسعارها في الارتفاع، والإكثار من تناول من الخضروات والسلطات والفاكهة، مع التركيز على العصير الطازج والاستغناء عن المشروبات الغازية . ولترشيد الاستهلاك سنتناول وضيوفنا الوجبة الرئيسية على المائدة مباشرة كما هو متبع في المناسبات الرسمية، بمعنى آخر لن تكون هناك بوفيه عليها من كميات الطعام ما يكفي لأكثر من ضعف من هم حول المائدة، بل سيتم التخديم مباشرة من المطبخ، أتولاه مع المساعدة المنزلية ، وتكون البداية زبدية صغيرة من الشوربة الساخنة، يليها قطعة صغيرة من الدجاج بجانبها خضار مسلوقة، تتبعها قطعة صغيرة من اللحم ومعها حبة صغيرة من البطاطس المشوية، فطبق كبير من السلطة، والختام بطبق سلطة الفواكه ، ومسك الختام فنجان قهوة أو شاي مع حبات من تمر السعودية وقطعة من الحلويات الشرقية التي ظهرت في الأسواق بعبوات صغيرة وأسعار معقولة. وبهذا تكون كمية الطعام المجهزة في المطبخ على قدر استهلاك من هم على المائدة. وسيضفي مظهر المائدة وهي تخدم بطريقة بروتوكولية جواً أنيقاً ولائقاً يعبر عن فرحة العيد.
هذا عن المناسبتين الرئيسيتين. أما ما سيقدم في لقاءاتنا المسائية فستكون التعتيمة أو النواشف كما توصف في بلدان المشرق العربي، وفي دواليب مطبخنا وثلاجته كميات من زيت الزيتون والزعتر النابلسي والزيتون على اختلاف أنواعه، وتشكيلات من الجبن والمربيات والحلاوة الطحينية والبيض واللحوم المدخنة وهي كافية لكل متطلبات المائدة لأمسيات أيام الأعياد القادمة، وبهذا سنسعد في منزلنا بلقاء الأصحاب والجيران في جو عائلي حميم وبدون تكلف، وسنوفر من المال ما يمكننا من المساهمة بسخاء في مشروع الخمسة آلاف وجبة للمحتاجين في فلسطين.
وبالمناسبة، بودي معرفة ما إذا كان لديكم بقية من دقة المدينة المنورة؟ وهل ستصلكم بعض قطع خبز التميس والشريك بالسمسم كتلك التي وصلتكم قبيل أيام عيد الفطر المنصرم وكان لنا نصيب منها؟ في حالة توفر ذلك فإنني أطمع – وأنتم تشاركوننا أمسيات الأيام المباركة أن تجهزوا لنا ولمن سيزورنا من الأهل والجيران والأصحاب طبقاً من الفول المدمس وطبقاً من الحمص بالطحينة ليتذوقها ضيوفنا مع خبز التميس والشريك، وسأساعد والدتي في إعداد خلطة الفلافل التي تعجبك بحيث تكون أقراصها جاهزة للقلي عند إعداد المائدة.لن أطيل عليك ، فأمامي الكثير من العمل.ألقاك قريبا وأنت بخير وصحة جيدة، وعلى أمل تسلم مساهمتك السخية لتأمين الوجبات للصابرين في فلسطين.ابنتك بالاختيار رشا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *