مشاهدات قبل اقلاع الطائرة وبعده

Avatar

كثيراً ما ألحظ أموراً تستحق التعليق عليها والتنبيه عنها في رحلاتي الكثيرة الداخلية والخارجية، لأني اطمح دواماً لأن تكون مطاراتنا في مستوى أرقى المطارات العالمية، وان تكون خطوطنا في مقدمة الخطوط العربية على الاقل في كل ما تقدمه من خدمات للمسافرين، في ظل هذا التنافس الحاد بين خطوط الطيران في منطقة الخليج العربي خصوصاً وفي العالم العربي كله عموماً، لذلك تراني ادون بعض الملاحظات واسجل بعض المشاهدات هنا وهناك لانبه عنها فيما بعد.
وفي رحلات داخلية قريبة كنت استمع كغيري الى النداءات التي تنبه الى مواعيد الرحلات باللغتين العربية والانجليزية، والتي اصبحت تعاني من تداخل ملفت وذلك في مطار الملك عبدالعزيز بجدة تحديداً، اذ تسمع تنبيهاً لموعد اقلاع رحلة بصوت رجل، ويتزامن معه تنبيه آخر بصوت امرأة، بحيث يتداخل التنبيهان معاً فلا تفهم أياً منهما، واذكر ان الصوت النسوي كان يبدأ بعبارة: “تعلن صالة الفرسان” الخ.. وعليه لابد من ايجاد آلية مناسبة تضمن عدم التداخل وتتيح للراكب فرصة تبين المعلومات حول رحلته من حيث موعدها وجوانبها الخ.
وبالنسبة لهذه التنبيهات اذكر انني كنت قد كتبت قبل فترة عما يقع فيها من اخطاء لغوية في النداء العربي، ولكني لاحظت مؤخراً خطأ فادحاً في النداء الانجليزي يثير الاستغراب او الضحك في بعض الاحيان، فالاخت التي تنبه لموعد اقلاع الرحلة وقد يكون ذلك تسجيلاً آلياً تقول دائماً: “دبارتشينج” في قراءتها لكلمة (Departing) الانجليزية، وهي تخلط في ذلك بين نطق حرف (t) في الكلمة السابقة، ونطقها في كلمة: (Depathere) اذ تنطق هنا (تشا) وليس تا.. وقد سمعت بعض الركاب الاجانب في صالة الفرسان يسخران من هذا النطق الغريب الذي لا يقع فيه طالب مبتدئ في تعلّم الانجليزية، وارجو ان يتغير ذلك قريباً وعلى الطائرة السعودية لفت راكب كان يجلس بجانبي نظري الى امر لم اتنبه له من قبل، وقال لي: “انتبه الى المضيفة التي تقدم الطعام للركاب باليد اليسرى”، وكان صائباً في ملاحظته فعلا وظننت للوهلة الاولى ان المضيفة غير عربية او غير مسلمة لانها كانت تحدثنا باللغة الانجليزية في رحلة داخلية بين جدة والدمام وتعلم انها تخاطب ركاباً سعوديين قد لا يجيدون الانجليزية، ثم لم ألبث ان ادركت ان المضيفة كانت عربية من جنسية مغاربية، وكأن ذلك الراكب كان يتوقع شيئاً ما، وحدث ما كان يتوقعه اذ قدمت تلك المضيفة الوجبة لاحد كبار السن بالقرب منا بيدها اليسرى، فرفض اخذها وتمتم بعبارات الاستنكار والانزعاج، حينها لزمني ان اطلب من مضيف سعودي ان يفهم تلك المضيفة ان تقديم الطعام باليد اليسرى في المملكة غير لائق وغير مقبول ويعتبر نوعاً من الاهانة، كما طلبت منه ان يفهمها ان التحدث بالانجليزية الى الركاب السعوديين لا معنى له وهي عربية ووعد بأن يضطلع بهذه المهمة، وهنا اسأل سؤالاً مهما: ألا يتضمن تدريب هؤلاء المضيفات مثل هذه الامور المهمة جداً المتعلقة بثقافة المملكة وعاداتها وتقاليدها؟ أمر آخر واخير لابد لي ان انبه اليه وهو كثرة الاصباغ التي تضعها المضيفات العربيات والعربيات فقط على وجوههن وكأنهن في حفل زفاف، بينما تحتشم المضيفات غير العربيات وغير المسلمات كالغربيات والهنديات مثلا اللاتي لا يضعن اي اصباغ على وجوههن فهلا نبهت خطوطنا السعودية مضيفاتها العربيات خصوصا المغاربيات الى التخفيف قدر المستطاع من هذه الاصباغ تلك مشاهدات قبل الاقلاع وبعده ارجو ان يغفر الله لنا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *