خاص / صحيفة البلاد

الثلاثاء 9 صفر 1438

كثيراً ما نتساءل هل نحن على صواب أم خطأ ؟

هناك مقولة تقول “عش قوياً ومكروهاً أفضل لك من أن تعيش ضعيفاً ومحبوباً” ولكن !

ما الصواب وما الخطأ، هل عندما نعيش أقوياء نصبح مكروهين؟ وهل القوة تقتل أى مشاعر إنسانية داخلنا؟ بمعنى أنها تقتل إنسانيتنا ومشاعرنا تجاه الاخرين

ولا تأخذنا أى مشاعر رحمة أو شفقه، وهل فى هذه الحالة نكون جناه أم مجنى عليهم؟

وإن عشنا ضعفاء ولكن محاطين بالحب من الأخرين، هل سيضيع حقنا فى الحياة؟ هل ستنجوا قلوبنا الطيبة من النوايا الخبيثة المحيطة بنا؟

هل الضعيف المحبوب لم يكون مرهقاً ومتعباً من الداخل بسبب الخذلان والظلم الذى يتعرض له بسبب ضعفه وعدم قدرته على إسترداد حقوقه من الأخرين

وهنا أقصد الحقوق فى المشاعر قبل الحقوق فى الحياة وفرص العمل وخلافه من الأمور

من سيجر كسر قلب الضعيف حتى وإن كان محاطاً بالحب؟

بين هذين النقطتين الفارقتين يقف كلٍ من القوى المكروه والضعيف المحبوب يفكرون لو أن كل واحد إمتلك شخصية الأخر

مشاعرنا كثيراً ما تتداخل بين أننا نتمنى لو أننا محاطين بالحب لكننا لسنا ضعفاء، وبين لو أننا أقوياء ولا يقدر على العبث بمشاعرنا أى أحد لكننا محاطين بالحب

فى حياة كلٍ منا مشاعر متداخلة تأتى بعد الخذلان أو تعبير من أحدهم عن مشاعر كره تجاهنا

لكن توجد دائماً نقطة داخل القوى والضعيف لا يعرفها أحد ولا يصل إليها، نقطة تهز من كيان الإثنين تسمى الذكريات

ذكريات مؤلمة وحزينة هى من أوصلت كل منهم لهذه الشخصية

لا يولد إنسان قاسى وإنسان ضعيف بل يولد جميع البشر مُسالمين ولكن الزمن هو من يغيرهم ويجعلهم يكتسبون شخصيات لم تكن لهم من البداية

أسمى ما يمر به الشخصيتين القوية والضعيفة بالعسل المر

فكل منهما يتقمص شخصية أنه شخص سعيد فى حب الأخرين له أو قوته المفرطة التى تجعل الجميع يهابه

فى ظاهره عسل جميل ولكن فى باطنه مر لا يستطيع أحد تحمل طعمه

لذلك يجب إن كنت أحد الشخصيتين أن لا تنجرف وراء هذه المشاعر المختلطة وحاول قدر الإمكان أن تكون فى الوسط لا أنت مكروه ولا أنت ضعيف للغاية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *