مسيرة بحجم الوطن
على الصعيد العالمي و العربي و الإسلامي تحظى المملكة العربية السعودية بمكانة مميزة جداً و هذا ليس وليد صدفة أو ثمار تجنى بين عشية و ضحاها ، بل مسيرة طويلة و شاقة مسلحة بالإيمان و الكد و العزم لقيادتها التي أدركت المكانة و صانت الأمانة. فأصبحت مملكتنا صرحاً مبهجاً و سيفاً مسلولاً في وجه كل المتآمرين الذين يحيكون الدسائس للمساس بالقضايا العربية. قيادتنا الرؤوفة الرشيدة المعطاءة التي لم تتردد يوماً في مد يد العون و أن تكون صاحبة المبادرة و السباقة للمساعدات الإنسانية و التعداد يطول جداً مروراً بقوافل الخير المتوجهة إلى سوريا و العراق و اليمن و فلسطين ناهيك عن التصدي لمحاولات إيران في دس خنجر التفرقة و الطائفية في قلب دول الخليج ، فمسيرة مملكتنا جوهرتنا الحافلة بالإنجاز والكفاح التنموي ليست مبهرجة مزينة بالورود بل وعرة مليئة بتحديات يندى لها الجبين رغم ذلك لم يسجل التاريخ لقادتها على تعاقبهم يوماً كللاً من ثقل المسؤولية ، بل حباهم الله برحابة صدر و قوة إيمان كان مصدر طمأنينة، شعوبا وأمما، فصنعوا الاستقرار و السلام في ربوع عدة و المتأمل لإنجازات مملكتنا الحضارية في كل الميادين على اختلافها سواء ما احدث من تطوير في المؤسسات الاقتصادية فأمنت رخاءا لشعبها أو تاريخيا و باستمرارية في خدمة قوافل الحجيج و تأمين أحسن الخدمات لمن أطلقوا عليهم ضيوف الرحمن ، أو الانجازات العلمية والاستثمار المعرفي و تبني أحدث التكنولوجيا مما عكس انفتاحا كبيرا على الأسواق العالمية ، يدرك حتما أنه ما من قيادة عادية تستطيع صنع هذا التحول من رقعة صحراء قاحلة إلى دولة معاصرة تضرب بها الامثال و تؤرخ لها أقلام الكتاب.
أيضا على الصعيد الاستراتيجي الخليجي نجد الدور الكبير الذي تقوم به المملكة في تعزيز مسيرة ومكتسبات مجلس التعاون الخليجي و تسهيل حركة التنقل بسلاسة كبيرة و أمان فصنعوا من دول شخصية خليجية واحدة موحدة سياسيا و جغرافيا و اقتصاديا ، أقل ما يقال عنهم أنهم حكام فعلا ليسوا كالحكام في صلابتهم الحق و العدل مع الاحسان و عزمهم وهجا تذلل له الصعاب فكم نحن محظوظون بصناع دولة تميزوا بالواقعية والشمول والفهم الواقعي لمتطلبات النجاح فرتبوا الأولويات وتبنوا رؤية كانت في أذهانهم تسطع وضوحاً فقطفنا الثمار و ركبنا الغمار فرحاً و اقتداءاً بهم طموحنا السؤدد الذي علمونا كيف يكون ، وأن من يخشى صعود الجبال يعش أبداً بين الحفر.
التصنيف: