[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شهوان بن عبد الرحمن الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

مسلسل طاش هذا العام بعض حلقاته خرجت عن الصواب ، ففي حلقة تحدثت عن المناهج الدراسية فحصرت كل أسباب القصور في التعليم في كتاب التوحيد ، وكأن الأسباب كلها تتعلق بالعقيدة وهذه كارثة كبيرة ، فمعنى ذلك أن تطور التعليم مقرون بحذف كتاب التوحيد أو نقول كل ما يتعلق بالعقيدة . وهذا أمر مخالف للواقع ولا يمت للحقيقة بصلة ، فالخلل الذي ينخر في جسم التعليم له أسباب كثيرة ليس منها ما يتعلق بالعقيدة ، فاختزال كل جوانب القصور في هذا الأمر يعتبر مغالطة فاضحة فضلاً عن أن تكريس هذا المفهوم من شأنه أن يستمر الخلل دون علاج لعدم الإشارة إلى جوهر الخلل فحتى لو تم حذف منهج التوحيد بالكلية لبقي القصور . ومن ثم تعتبر معالجة غير صحيحة إنما هي إسقاطات فهي لا تخلو من سوء مقصد أو أنها مرت على الممثلين دون وعي منهم ، وفي حلقة أخرى فيها استهزاء وسخرية بالشريعة ، تصور أن إثنين من العمال الفاشلين ، لم يقوموا بعمل معين إلا فشلوا فيه ، ثم أعلنوا إسلامهم ، وطلبت منهما الجهة التي أعلنوا إسلامهما أمامها وجوب القيام بالختان ، مع التركيز على بيان فوائده بطريقة موغلة في السخرية والاستخفاف بالدين ، وحينما رفض العاملان إجراء عملية الختان و أصرت الجهة على إجراء العملية ، فما كان من هذين العاملين إلا أن أبديا رغبتهما في الرجوع عن الإسلام ، فأخبرتهما تلك الجهة بوجوب القتل لكونهما ارتدا عن الإسلام فما كان من سردار – العامل – إلا أن تساءل عن منهج الإسلام فيقول متعجباً : إيش هذا ؟ الإسلام كله قص .. قص !!ويشير إلى رقبته وإلى موضع الختان ، …فأي خروج هذا عن منهج الإسلام وأي جرأة وصلت بالمسؤولين عن المسلسل وهؤلاء الممثلين هل هو الإفلاس والخواء الفكري ، أم أنه الاستهتار بالإسلام ومبادئه وأحكامه . لقد كان اختيار هذه النوعية من العمال الذين يظهر عليهم الغباء وعدم معرفتهم أو إتقانهم لأي عمل يقومون به أو يحسنون التصرف فيه ، هو نوع من التزييف للحقائق ومحاولة لترسيخ فكرة أن الداخلين في الإسلام هم من هذه النوعية، كما أن رئيسهما الذي دعاهما للدخول في الإسلام ظهر بصورة الجاهل ولا يملك من العلم شيئاً اللهم رغم مظهره في ملبسه ولحيته ، وهو نادم على أنه لم يبق مع زوج أمه الجزار الذي كان يعيش في كنفه مرتاح البال، وهذا السياق كله يشير إلى سوء المقصد ، لكون المسلسل يعتبر أن الداخلين في الإسلام هم أمثال هؤلاء . لا أحد ينكر إن الذين اعتنقوا الإسلام في بداية دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا من الموالي والفقراء والعبيد ، ولكن الثابت أن عقولهم كانت راجحة ويتمتعون بوافر من الحكمة والذكاء والفطنة وتقدير الأمور ووضعها في مواضعها ، ولهذا عرفوا الحق فاتبعوه فكانوا قادة للعالم بعد أن كانوا موالي وعبيداً ولم تنفع صناديد قريش الذين لم يسلموا مكانتهم الاجتماعية وثرواتهم . وفي اعتقادي أنه لو تم إسناد كتابة سيناريو هذه الحلقة لأي متطرف يهودي لما كان يستطيع أن ينسجها ويكتبها على هذا النحو المزري المزيف.
وفي مسلسل بيني وبينك استهزاء بالخصوصية السعودية ومحاولة لإسقاط هذا المعنى على كل فعل مخالف للواقع والمنطق بأن سببه الخصوصية السعودية ، وهؤلاء لا يعلمون أن للسعودية خصوصية شاءوا أم أبوا فبلد لم يطأه الاستعمار وفيه مهبط الوحي والحرمان الشريفان والمشاعر الإسلامية المقدسة ودستوره القرآن وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم هو بلد يتمتع بهذه الخصوصية دون سائر بلاد الأرض فهل أدركوا ذلك وكفوا عن هذا الغثاء .
إن ما يحدث هو خروج فاضح عن النقد البناء ولا يمت للدراما بصلة ولا علاقة لذلك بالفكاهة إنه في جوهره ومضمونه استهزاء بالإسلام والمسلمين والوطن، والسؤال هنا . من هو المسؤول عن هذا العبث والتسطيح الذي يفرزه هؤلاء باسم الفن ؟! وكيف يتم إيقافهم عن هذا الغثاء . والوقوف في وجه هؤلاء وبيان هذا المزلق الخطير.
اللهم أجعلنا من يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
ص . ب 9299جدة 21413
فاكس 6537872

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *