[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد طالع [/COLOR][/ALIGN]

العمل الوظيفي العام الموكل إلى أي شخص من أبناء الوطن, والذي من خلاله يصبح هذا المواطن مسؤولاً وبيده الكثير من الصلاحيات التي تخوله البت في إجراءات تهم الوطن ككل, هذا العمل يجعل من هذا الفرد شخصاً بارزاً ومتميزاً عن بقية الأفراد, وعلى هذا الفرد أن يكرس كل شيء لأجل تحقيق العدالة والمضي في وضع أثر ذي طابعٍ إيجابي ليتحقق البناء وتتحقق التنمية والعدالة, عدا ذلك من تماهي الفرد المسؤول مع رغبات النفس واتباع مطالبها بتحقيق التميز عن بقية الأفراد بأن تنال شيئاً من الحظ الأوفر من خلال استخدام ما باليد من وسائل متاحة وقرارات تُسخرُ لأجل تلك الرغبات الشخصانية, فأنه لا يُعدُ عملاً وظيفياً عاماً, وانما هو استثمارٌ آخر من نوع جديد من خلال تسخير كل الإمكانات المشروعة وغير المشروعة لتنمية ونفخ الأرصدة الشخصية للفرد الواحد على حساب الحق المشروع لبقية الأفراد, وهذا الفعل لا يمكن لعاقلٍ أو منصفٍ أن يفسره بغير اللا أخلاقي والمتجني على حقوق الغير والمتعدي عليها, ومن المهم بمكان أن يفطن الأفراد إلى من يستعمل قوة ما شُرع له ليستخدمه ليس لأجل البقية وانما لأجل دغدغة ومداعبة شهوة الذات ونفخها فوق ماهو مشروعٌ لها, وعلى خلفية تلك الفطنة فإنه يمكنهم أن يقفوا في وجه الذات المتضخمة ومن ثم إعادتها إلى حجمها الطبيعي ومكانها المُنصِف, كما أنه من المهم معرفة أن التماهي في دغدغة مطامح النفس والمبالغة في رفعها فوق الآخرين خطرٌ جلل, إذ إنها ومع الوقت تتناسى الأخلاقيات العامة والآداب التي تعلمتها من خلال أطوار الحياة الماضية.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *