[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

الحياة رحلة تبدأ بدون علمك وتستمر بسيطرة مشتركة في أسلوب الحياة ومنفردة في تقرير المصير، الوالدان يؤدلجان الديانة، نوعية طعام والسلوك حتى سن الرشد، وتقرر أنت أسلوب الحياة الذي تعيشه حسب النظام الذي يحكم الأرض التي تقيم عليها ولهذا يصبح الوضع مشتركاً، وبمفردك تحدد مصيرك الأخير سواء بالإيمان بالله وتوحيده في العبادة تحسباً لليوم الآخر أو بالإنكار والعيش بمفهوم إنما هي حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين.
جميع القرارات للمراحل المختلفة يحكمها الفكر البشري، أنت لست مسؤولاً عن ما حدث لك قبل سن الرشد ولكنك مطالب بمراجعة كل جوانبه بعد ذلك لأن الإنسان مخلوق كُرم بالعقل الذي يفضله على كثير من المخلوقات ومن البؤس أن يحمل الإنسان هذا الحاسوب ويتصرف بشكل أقرب لحامل ناسوخ.
مراجعتك لوضعك كراشد يتطلب تدقيق شامل في ما تفعله، ويفعله الآخرون حتى تستطيع التفكر والتعقل دون عاطفة أو حمية جاهلية، ما قاله الله سبحانه وما قاله الناس، ويتكرر المنهج في كل مناحي الحياة حتى في نوعية الطعام الذي وجدت نفسك معتاداً عليه وأنواع الطعام الأخرى لأن التبرير بقولك هذا ما وجده عليّ أبائي أمر مرفوض عند من خلقك سبحانه، عند جسدك ولا يحقق غاية لأنه وسيلة هلامية يتحجج بها الحرامية.
الإنسان مخلوق حر مسؤول ولديه تفويض للعيش على الأرض، قد يُسيطر عليه أثناء الطفولة بالتلقين وفي النضوج بالقوانين ولكن لن يستطيع أحد أن يتحكم في معرفته للحق من الباطل، المفيد من الضار، ولهذا يعيش الإنسان في كبد بين التوجيه والهوى لكي يستخدم الأدوات الفعّالة المساندة له لمعرفة الحق والحقيقة وهي: العقل والقلب بمشورة النفس ودفع الإرادة، تختلف النتائج بين مؤمن صالح أو ضار وبين ملحد لا يصدق بالنار، يحدد الجميع كأفراد مصائرهم بأنفسهم دون تدخل من أحد، والناس أنفسهم يظلمون وبتعطيل العقل يضلون.

عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *