[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

أتمنى أن تكون العاصفة الرعدية غير الطبيعية والتي أثيرت على هذا المركز الذي يحمل اسماً كبيراً وفعله كذلك، العاصفة لم تكن طبيعية لأنها لم تتحرَ الدقة قبل ثورتها كعادة مجتمعنا الذي يفاجئ العالم بتقليعات تشددية ماأنزل الله بها من سلطان لأنها تتهم الإنسان وتبنى في الغالب على البهتان، يقول الله تعالى \” وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58الأحزاب)\” ، ويقول معلم الأمة عليه الصلاة والسلام:\” أوصيكم بالنساء خيراً\” ويقول الإمام علي رضي الله عنه:\” لا تقول سمعت بل قل رأيت\”.
لا أريد أن أتحدث عن من هي المرأة، ولن أدافع عن شيء لا أعرفه عن قرب بحكم أن الكلمة أمانة قد توردني النار، لذلك كنت من المنزعجين عما أثير على هذا المركز الكريم الذي يقوم بجهود يجهلها محدثو العاصفة القلائل ومتبعوهم بدون برهان من الأبواق، نعم لهن جهد يحبه الله ورسوله ويقدره الإنسان الذي لا يعتمد على الشيطان في تقييم الأمور ويجزم على ما في الصدور، جهلهم يجعلهم يحاربون الجزء الأهم في المجتمع بوسائل فتاكة لأنها قاتلة للأنثى التي هي الأم، الزوجة الأخت والبنت، من فيكم ليس له علاقة بأحدهن؟ فكيف يقبل تدميرهن؟
قطعاُ لايوجد مؤمن عاقل يشجع على مخالفة حدود الله ولكن إذا كان الإتهام لأمة الله التي تخدم إماء الله من أخواتها بجهد مضنٍ يفتقده الكثير من الرجال وتجاهد لتحسين معيشتهن بكل الوسائل المتاحة كمسؤولية اجتماعية، فلابد أن تقال الحقيقة التي أعرفها ويجهلها الكثيرون من مثيري العاصفة المقيته لأنها تهدم صروحاً اجتماعية يجب تنميتها بحكم أننا أحوج المجتمعات لها.
جمعتني بعض الاجتماعات التي تعتني بخدمة المجتمع أثناء عملي كمستشار في أمانة جدة عام 2009 بالأخت الدكتورة بسمة عمير مديرة مركز خديجة بنت خويلد، هذه المواطنة التي جعلتني أفتخر ببنات الوطن لأنها تعرف ما لها وما عليها وتجتهد بل تتفانى في توضيح التبريرات والعقبات التي تواجه بنات الوطن للمسؤولين للحصول على تسهيلات تجعلهن يعيشن بكرامة، لقد حضرت أختي د. بسمة اجتماعاً لمدة تسع ساعات لدراسة نظام الأسر المنتجة وكانت تحارب نيابة عنهن وكأنهن موكلنها وهي المحامية عنهن بكل تفانٍ وحشمة تعكس شخصية مسلمة نحتاج لكثير من أمثالها.
الدكتورة بسمة وكثيرات أمثالها موجودات بيننا ولكننا لا نعرفهن لأن هنالك فئة لا تريد أن تتعرف عليهن بالرغم من كل الصفات المشرفة التي يتمتعن بها والفوائد الجمة التي يقدمنها للمجتمع الذي يحاول تجاهل جزئه الأهم بحجج بشرية مغلفة بغطاء ديني غير يقيني، قد يكون منهم من فهم الأمر محرفاً لكن هذه ليست مسؤولية هولاء الوطنيات بل هي مسؤوليته وذنبه الذي سيقابل به ربه، أتوسل إليكم بأن لا تقتلوا هذه الجهود التي تحاول إعادة تأهيل المواطنة في مجتمع يتطور بسرعة وعالم يتصل بطريقة أسرع، أرجوكم لا تئدوا قدرات البنات في عصر الشات لأن النتائج سوف لن تضرهن فقط بحكم أننا معهن.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *