إن التحول الثقافي ، الذي تقوده جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، بعلمائها ومفكريها حين خرجت من أسوارها لتواصل رسالتها ، نحو مجتمعها وأمتها وتحت ظلال الوطن الوارفة ، لذلك بادرت بفكرة إنشاء مركز الثقافة والاعتدال وتحديد أهدافه السامية ، والجامعة تعيش يوبيلها الذهبي ، كأقدم الجامعات السعودية ، التي قدَّمت خلال عقودها الخمسة ، العديد من القيادات من الوزراء ومديري الجامعات ، ورجالات الدولة بالعديد من المجالات الحيوية ، فهذه الانجازات والثمار اليانعة ، كان وراءها قادة هذه المملكة ، تشجيعا ودعما معنويا وماديا.

ليضاف لسجلها الحافل بالعطاء ، بما يزيدنا فخرا أن جامعاتنا السعودية ، أصبحت معلما من معالم النهضة العلمية ، التي يقودها خادم الحرمين الشريفين ، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه ، ومن هذه الجامعات (جامعة المؤسس) ، بمكوناتها الإدارية والأكاديمية ، وبحيوية وتفاني معالي مديرها الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي ، ففي حفل تدشين مركز الثقافة والاعتدال ، برعاية ومباركة مستشار خادم الحرمين الشريفين ، أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل

وهو يزف البشرى لأبناء وبنات المملكة ، بأن بناء الإنسان السعودي ، ومكانته الأخلاقية والاجتماعية تتناسب طرديا ، مع إنجازاته العلمية ليأخذ مكانه في موقع الأولوية من اهتمامات الدولة ، وسياستها الإنمائية للارتقاء بثقافة شباب وشابات الوطن ، طالما امتزجت تربيتهم بهذه الأرض الطاهرة ، معتمدين بعد الله على إبداعاتهم ومشاركاتهم في معطيات العصر ، ليؤكد معالي مدير الجامعة أن توجيه سموه الكريم بتحويل كرسي الأمير خالد الفيصل لمركز نشر ثقافة الاعتدال يأتي متوافقًا مع رؤية المملكة 2030.

واتساع الآفاق الفكرية التي تعكس الصورة المضيئة ، لمعرفة مفاهيم الإسلام على حقيقته وكيفية تطبيق المبادئ الدينية ، بعيدا عن ظاهرة الغلو والتطرف والسلوكيات الخاطئة ، التي خالفت منهج الإسلام القويم ، وانساقت وراء أهواء النفس ومكابرة الذات ، لتجد موقعها قياسًا بالمجتمعات الراقية في قاع الحضارة ، ومن المؤشرات الإيجابية التي تطمح سياسة مركز الثقافة والاعتدال تحقيقها ، ما نوه عنه معالي مدير الجامعة ، بأن أنشطة المركز ، تشمل جميع المؤسسات التعليمية ، من المدارس والجامعات بمنطقة مكة المكرمة.

باعتبار أن الشريحة العُمرية المستهدفة ، والتي يمكن التعاطي معها فكريًا من خلال خطط وبرامج المركز ، هُم طلاب وطالبات المرحلة الثانوية والجامعات ، كأهم مكونات الإنسان في المجتمع السعودي ، بيد أن قيمة الجائزة التي قُدِّرْ لها مبلغ مليون ريال قد لا تفي بالغرض ومشاريع المركز المستقبلية ، متى ما تعددت أغراض الجائزة وأهدافها ، وثمة من يتساءل هل من أصول وأوقاف وعقارات خُصِّصَتْ ، يعود ريعها لميزانية هذه الجائزة ، بحيث تأخذ طابع الاستغلالية عن ميزانية الجامعة ذاتها؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *