مدننا الصناعية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
هناك مشاريع تنفذ وهناك عمل لا يهدأ وهناك رجال لا يرتاحون إلا في مصانع انتاجهم ولا يسعدون إلا بعد أن يكونوا بذلوا جهداً كبيراً في عجلة عملهم، هناك في المصانع أيدٍ انبرت أكفها وهناك في المختبرات عقول لا تعرف الراحة. وهناك في المعامل أنامل ماهرة في صناعة العقول. هناك جهد يبذل في أروقة الجامعات وفصول الكليات.
لقد أثبتت الأيام أن هناك شباباً في هذه البلاد قادرون على النجاح وبامتياز. إن زيارة خاطفة لهذه المواقع وتلك المراكز تجعلك تعيش الانتشاء وتستلذ الفخر بما تراه ورأيته هناك. لهذا كله تستطيع أن تقول أن بلادنا بعزيمة رجالها وحيوية أبنائها سوف تتخطى كل الصعاب وتقهر كل المستحيلات.
لننظر إلى الخلف قليلاً إلى ما قبل ثلاثين عاماً مضت ونقارن أين كنا, أين أصحبنا؟
قطعا لم نصل إلى كل ما نطمح إليه، لكن هذا لا يعني أننا نقف جامدين وأنه ليس هناك أحسن مما كان وأنه ليس لدينا حراك كما يحلو للبعض أن يقول، نعم قد يكون هناك بطء في حركتنا لكنها حركة دائبة لم تتعطل أو تقف، فالقطار إذا ما اندفع على قضبانه وكانت تلك القضبان سليمة فلن يتوقف، قد يهدئ من سرعته لكي يتجاور عقبة وقد يدور حول منعطف لكنه يعاود السير في الطريق المرسوم له حتى يصل إلى النهاية المحددة له.
فنظرة فاحصة إلى هذه المدن الصناعية التي تنتشر في بلادنا وباحتوائها لشباب هذا الوطن كافية لكي تجعلك تشعر بالاطمئنان على سلامة المسيرة مهما لاقاها من صعوبات فلابد من النجاح وأن طال السهر!
فلا عليك من هذا النعيق القادم من خارج الحدود في سوداوية مقيتة لا ترى إلا كل ما هو قاصر حيث يعطيها حقدها ذلك المداد الأسود الذي يجعلها تسطر حروفها به. نعم ليس هناك كمال فالكمال لله وحده. بل الوصول إلى الكمال معناه الوصول إلى النهاية والأحياء لانهاية لهم طالما هم أحياء.
التصنيف: