محمد عبده ..عندما يفقد النطق
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د/عائشة عباس نتو[/COLOR][/ALIGN]
كانت زيارة فنان العرب محمد عبده لنادي الصم بجدة، تأكيداً على أهمية العلاقات الإنسانية بين أعلامٍ من السعودية و ذوي الاحتياجات الخاصة على مختلف الأصعدة و المجالات و الأنشطة الحياتية، الإنسانية منها و الاجتماعية.
ذوي الاحتياجات الخاصة هم فئة من المجتمع، و زيارة المسوؤلين و الفنانين و أصحاب و صاحبات الأعمال فرصة لدعم قضيتهم و إبرازها للمجتمع، و ذلك لتسهيل الخدمات مع المنشآت التي تقدمها و طرحها للنقاش العام في سياق التطورات التكنولوجية الجديدة التي تساعدهم لتخطي محنهم.
في زيارة عبده لذوي الاحتياجات الخاصة، كان سكوته عاصفة مخيفة، تحدث معهم بلغة الإشارة، و صمت عن الكلام. حاول فاقدو السمع جهدهم بالابتسام للتعويض عن كلمات الترحيب التي نتبارى بها في مناسباتنا شعرًا و نثرًا، و نحن نعشق الخطابة في بلادنا و العالم أجمع، لا زالت الظاهرة الصوتية و الحنجرية سمة عصرنا. حاول فاقدو السمع أن يصطادوا الضحكة، و نجحوا في التواصل مع معه بالإشارة حيث أنه مر بمخاض تجربة فاقدي السمع و لم تكن لغة الإشارة حديثة عليه لأن ابن أخته يعاني من الصمم.
كنت أتوقع أن زيارته هي زيارة عاجلة تلبيةً لدعوة النادي، لكنها امتدت إلى ثلاث ساعات قضاها مع فاقدي السمع تفقد فيها حالهم و أحوالهم و الخدمات التي تقدم لهم، تناول الغذاء معهم، و بعيدًا عن الأضواء طلب من المسئولين أن يساهم في نادي الصم بجدة ماديًا و معنويًا.
كانت الزيارة، من أولها إلى آخرها، عملاً من أعمال الإنسانية ، و فرق بين عمل ينبع من إنسانية و عمل يصدر عن واجب. في كل مرة أزور فيها تلك الفئة، أسأل نفسي كيف تخطوا الآلام و تعايشوا مع الحياة و البعض منا يصحو متثاقلا و يتشاكى و يتباكى على حظه.
و أخيرًا… لقد أصبحت هناك ضرورة عاجلة لرصد و مواجهة قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة بصورة مستمرة، و صياغة و إصدار دستور ينظمهم و يرشدهم. و أصبحت هناك حاجة، عمومًا، إلى تفقد شأنهم من خلال رؤية شاملة و متداخلة بين مختلف الأدوات المساعدة لهم، و ذلك من أجل مستقبل آمن لتلك الفئة. و لعلي اقترح في هذا الخصوص أن تنطلق هذه المبادرة من أمير الإنسانية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة.
التصنيف: