محمد الفيصل .. إصرار وعطاء

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أمين عبدالعزيز قاري[/COLOR][/ALIGN]

لقد تابعت بشغف وحب.. حوار الذكريات لصاحب السمو الملكي الأمير محمد الفيصل بن عبدالعزيز.. هذا الأمير الجليل المتواضع المحب البشوش والمبتسم دائما ما شاء الله.. وذو خلق حسن.. ولقاءه الحار والصادق مع زواره واحبائه خير دليل على سمو طباعه.. حينها استعدت قليلا من الذكريات مع الأمير محمد الفيصل حين كنت سكرتيرا خاصا لسموه.. وانني أذكر ان سموه كان اليد اليمنى للمغفور له جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله.. وكان جلالته يبعث بالأمير محمد الفيصل في عدد من الدول ليتفقد أحوال المسلمين وانطباع حكامهم تجاه المملكة.. وكنت الكاتب والطابع الخاص لكل التقارير التي ترد من سموه، وكان سموه يوصيني بأن كل التقارير التي أقوم بطباعتها ويرفعها سموه الى جلالة الملك رحمه الله هي سرا على ثلاثتنا فقط جلالة الملك وسموه ومحسوبكم السكرتير الخاص واستمر الحال على هذا المنوال لسنوات.. وانني اتذكر ايضا كيف كان الأمير منذ بدأ بفكرة التحلية من مكتب الى مديرية عامة الى وكالة وزارة.. ثم تحقق الحلم الذي كان يحلم به سموه بتحويل الوكالة الى مؤسسة عامة لتحلية المياه المالحة.. وكان سموه يعمل بكل جد وطاقة ما شاء الله ولقد عاصرت هذه المراحل مع سموه.
سموه كان يعمل براتب شهري مثله مثل أي موظف ولكن راتب سموه الشهري لم يستلم منه شيئا لأن المحتاجين من المواطنين كانوا ينتظرون موعد استلام الراتب الشهري.. وكان يغدقه عليهم بسخاء دون أن يبقى له شيئا.
أما جبال الثلج وجلب كتل جليدية من القطب الشمالي فكنت اتعجب عن همة هذا الأمير وغيرته الوطنية على بني جلدته وعلى وطنه وهمه ان يعم الرخاء على هذا البلد وعدم الاكتفاء بمياه التحلية التي تكلف الدولة مئات الملايين بل مليارات من الدولارات وان يدعمها بالمياه الجليدية والذي كان يأمل ان تكون بمخزونها متنفسا وملطفا لأجواء منطقة مكة المكرمة إذ ان سحبها بقاطرة تمتد الى اثنين كيلو أو اكثر وعرض نصف كيلو حتى تستطيع القاطرة الجليدية ان تمر من باب المندب بكل يسر وسهولة وتصب في بحيرات تغذي منها الإنسان والأرض التي حاول فيها مستحيلا أن تكون المورد الاساسي لهذه البلاد لكي تغطي احتياجات البلاد من الماء وبكلفة أقل.. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. وحاول سموه ايضا بالاتفاق مع بعثة ايطالية لنشر السحب المصطنعة لكي يسقي الأرض.. واقترح احدهم على سموه الاتفاق مع دولة العراق لسحب فرع من مياه نهري دجلة والفرات.. ولكن خوف سموه ان يحدث موقف قد يعكر العلاقة بين الدولتين وعلى أثرها يتم ايقاف تدفق الانهار.. وحين لمس عدم تحقيق لمشاريعه الحية.. واهمها الجبال الجليدية فقد ناداني في أحد الايام واعطاني ظرفا مغلقا وقال لي اذهب الى قصر الحمراء بجدة وقم بتسليم هذا الظرف لمعالي الدكتور رشاد فرعون مستشار جلالة الملك خالد (رحمه الله).. وبالفعل وبعد محاولات التقيت بمعالي الدكتور رشاد وقلت له هذا الظرف خاص من الأمير محمد الفيصل بن عبدالعزيز الى جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز.. وقال هو من غالي لابن غالي.. الى الغالي.. وفوجئت بعد يومين ان الظرف الذي سلمته للدكتور رشاد كان عبارة عن استقالة سموه فبكيت حينها لأنني كنت اعرف ان استقالة سموه أكبر خسارة على التحلية.. وحتى يراضيني هذا الأمير الأخ العزيز فقد ابتعثني الى بريطانيا لدراسة اللغة الانجليزية لمدة سنة وهذا قبل استقالته.. عدت بعدها لأتقلد منصب مدير عام للعلاقات العامة بالمؤسسة العامة لتحلية المياه.
الذي جعلني اكتب هذا المقال الندوة التي عقدت مؤخرا في الغرفة التجارية الصناعية بجدة عن البنوك الاسلامية واقتصادياتها. حينها استرجعت بعض الذكريات ولا أقول كلها لأنها كثيرة.. ولكن بعضا منها.. وأتمنى من خلال مقالي هذا ان يحفظ الله سموه ويحقق بإذنه تعالى الحلم الكبير الذي على اثره سترتوي الوديان والسهول والبقاع من جبال الثلج الى اخضرار الارض الى تبخير اجزاء من الثلج الى سقوط الامطار وارتواء الارض.. مع حبي وشوقي الى سموه وابنه البار المهندس عمرو هذا الابن البار من أب بار بوالده والذي لا يفارق والده ليلا ونهارا وهو خير الابناء ،وكما كان سمو الامير محمد الفيصل ملازما لوالده فإن الأمير عمرو خير ملازم وخير الأبناء.. والله يحفظهم جميعا.
جوال: 0541580038

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *