محرومون من العمل والابتعاث
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]
ماذا يكون مصير الشاب إذا تخرج ولم يجد عملا يحقق له استقرارا يبدأ به حياته ، وليس له فرصة لابتعاث يكمل به تخصصه ويعود بما لم يتحصل عليه خلال دراسته بالداخل ؟. هذا واقع كثير من الخريجين يتطلعون إلى إجابة ممن يهمهم الأمر تكون بردا وسلاما عليهم وتنشلهم من حيرتهم . فالمشكلة أن هناك من يتخرج بتقدير (مقبول ) ويطرق أبوابا وأبوابا ولا مجيب ولا حتى أحد في شركاتنا يقول نجرب قدراته رغم إن تخصصه مطلوب.. وهناك كثيرون يتخرجون من كليات متخصصة التي تدرس ثلاث سنوات أنشئت لتلبي حاجة لسوق العمل ومنها كلية الاتصالات على سبيل المثال ، ومع ذلك يواجه كثير من خريجيها متاعب حتى يضعوا أقدامهم على أول الطريق في العمل ، ومنهم من يجد أمامه مطبات لا أول لها ولا آخر دون اعتبار للمسؤولية الاجتماعية تجاه الشباب .
فإذا كان هذا حال من التحقوا بها وتخرجوا بمقبول ، فأين يذهبون ، وإذا كان مثل هذا التقدير لا يعجب سوق العمل ولا يراه كافيا ، فما قيمة شهادة التخرج أم أن المطلوب أن يكون كافة الخريجين متفوقين ، فهذا غير معقول في التعليم ويستحيل أن يحدث ، وفي نفس الوقت غير مقبول من سوق العمل لأنه يلغي المسؤولية الاجتماعية ، فالجميع مواطنون ومن حقهم إعطاء الفرصة لهم في سوق العمل ، وتوفير فرص التدريب، لأنهم في النهاية رقما في الاستقرار الاجتماعي وقوة لمقومات التنمية مثلما هو هدفها ، ولن تتحقق أهداف التنمية الحقيقية ما لم تستوعب الخريجين .
وأما موضوع الابتعاث فلا يقل أهمية عما سبق ، وكثيرون يتطلعون أن يشملهم الابتعاث ، أو تفتح أمامهم أبواب الأمل في ذلك ، فلماذا أصبح تقدير (مقبول ) وكأنه ذنب أو عقاب ، وفيهم الجيدون والكفاءات ولديهم قدرة على التفوق لولا ظروف خارجة عن إرادة بعضهم حالت دون تقدير أعلى . والابتعاث لا شك ينقلهم من حال إلى حال في العلم ويتيح أمامهم أبوابا لم تكن تفتح.
إن من الصعب أن ينظر إلى هؤلاء الخريجين على أنهم ساقطي قيد من فرص الابتعاث مثلما هو الحال في سوق العمل . ألا يستحق أن تتاح أمام نسبة منهم الفرص خاصة من وزارة التعليم العالي بدلا من الحكم على تقديرهم بأنه لا يؤهل للابتعاث ، مع أنهم قد يكونوا أكثر حرصا وتعلما من درس الحياة وإثبات الذات إذا ما ابتعثوا ، لينفعوا أنفسهم ووطنهم بدرجة كبيرة في تخصصات مطلوبة كالذين أشرت إليهم من خريجي الاتصالات على سبيل المثال أو غيرهم .
إنهم يتطلعون إلى ولاة الأمر ، ومن لهم بعد الله سواهم في تحقيق هذا الرجاء ، وهؤلاء الأبناء لهم أسر اجتهدت وتعبت وكدت من أجلهم حتى يتخرجوا ويطمئنوا على مستقبلهم ، ويتحملوا مسؤولية أنفسهم ، خاصة إذا كان الأب متقاعدا ولم تعد تسعفه أحواله وصحته لمزيد من المعاناة والمصاريف حتى بعد التخرج ، كما أن من حق أولياء أمور هؤلاء الأبناء الذين انسدت في وجوههم أبواب الابتعاث والعمل من حقهم ألا يفقدوا الأمل في تحقيق أحلام وأماني غالية بأن يروا أبناءهم ضمن المبتعثين . وهذا رجاء أنقله إلى معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري بقلبه الكبير بأن امنحوهم فرصة ، حتى يكون للشهادة العلمية قيمة في فتح أبواب نتمنى ألا تظل عصية أمامهم ، فهم أبناء الوطن أولا ، فانظروا لهم أيها الأحبة واسقوا مستقبلهم وحياتهم بماء المكرمات التي تشمل الجميع في عهد الخير والرخاء والمكرمات ،عهد ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله .
حكمة :
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها … فرجت وكنت أظنها لا تفرج
للتواصل 6930973 02
التصنيف: