مجموعة 5+5 التحديات الأمنية والآفاق

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بن امحمد العلوي[/COLOR][/ALIGN]

في سبتمبر 2003 اتفقت ليبيا ومالطا على خطّـة لتطوير مجموعة 5 + 5 وشملت هذه الأفكار احتمال توسيع منتدى \”5+5\” إلا أن الجزائر وتونس عارضتا ضمّ مصر إلى المجموعة بسبب الخلافات السابقة في إطار الجامعة العربية، وكان ذريعة الجزائريين والتونسيين أن نوعية القضايا الإقليمية الخاصة بالحوض الغربي للمتوسط، مختلفة عن طبيعة المشاكل القائمة في الحوض الشرقي. في حين أن المغرب لم يكن يعترض على ضمّ اليونان ومصر للمنتدى وبقيت فكرة توسيع إطار مجموعة 5 + 5 على مصر واليونان مجرد اقتراح سقطت مع سقوط أنظمة مبارك والقذافي وبن علي. ودائما ما كان اهتمام الأوروبيين مُنْصَبّا في الدرجة الأولى بملفَّـيْ الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وبحثهما الذؤوب إطارات إقليمية وعالمية من أجل البحث عن حلول لتطويق هذه المشكلة.
وقد اشترط سابقا القذافي في إطار خرجاته غير المسبوقة دفع 5 مليار يورو لحكومته إذا أرادت الدول الأوروبية وقف موجات الهجرة غير الشرعية من السواحل الليبية البالغ طولها 1700 كيلومتر،و كان التأييد من حكومة بن علي في بيان رسمي لوزارة الخارجية إلا أن الجزائر أكدت على لسان رئيس حكومتها السابق عبد العزيز بلخادم خلال قمة مجموعة 5 + 5 الأولى في تونس، بأن \”يقوم المغاربيون بحِـراسة السواحل الأوروبية\”، هذا الموقِـف كرّره في مناسبات لاحقة ودأب عليه كل المسؤولين الجزائريين في تصريحاتهم.هذا ويعتبر المهاجرون غير الشرعيين ليبيا أفضل معبَـر إلى أوروبا بالاعتماد على شبكات التهريب من أجل الوصول إلى السواحل الجنوبية لإيطاليا،و تم التأكيد على ان أجهزة اتِّـصال متطوّرة من نوع \’\’ثريا\’\’ وجوازات سفر مزوّرة ضُـبِـطت لدى المهاجرين كانوا يستعملونها في التنقل والاتصال للإفلات من قبضة المصالح الأمنية.
يعتبر ملف التطرف المسلح هاما جدا لدى الأروبيين الذين يتطلَّـعون لمعالجته في إطار مجموعة 5 + 5 من خلال تنسيق الجهود لمكافحته، ولقد أكد الخبير الفرنسي بونوا لوكيو الباحث في معهد الأبحاث الإستراتيجية والدولية أن تنظيم \”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي\”، يعتبر خطرا عابِـرا للحدود والذي يشمل المنطقة الممتدّة من الساحل والصحراء إلى شمال أوروبا.و هذا أدعى إلى تكثيف الجهود والتنسيق الكلي وعلى جميع المستويات مثمنا الدور الذي يمكن أن تلعبه مجموعة 5 + 5 لوضع خطّـط جماعية لمواجهة هذا الخطر.
لم يغب عن هذا الخبير الفرنسي الإشارة إلى الخلاف الذي اندلع سابقا بين مالي من جهة، وكل من الجزائر وموريتانيا اللّـتين استدعتا سَفيريْـهِمَا في مالي، بسبب التباعُـد في التعاطي مع عمليات خطْـف الأجانب، ليُشدِّد على ما للتشاور والتنسيق من أهمية في التعامل مع هذه الإشكالية.في نفس السياق أكد على ضرورة تجاوُز الخلافات الثنائية بين المغرب والجزائر والعمل معا ضدّ خطر يُهدِّد مصالح كل من في المنطقة وذوي المصالح هناك. ونزيد على أن العولمة تشمل التهديدات مما يؤكد على البحث الجماعي عن الحلول القمينة بمناهضة كل ما يهدد السلم والأمن تعمل من منطلق الحفاظ على الحد الأدنى من التنسيق لان الأخطار تخص الجميع والتحدي في البحث عن حلول واقعية وجماعية.
بالرجوع إلى النقاشات داخل مجموعة 5+5 المكونة من موريتانيا، ليبيا، المغرب، الجزائر وتونس، إضافة إلى فرنسا، إسبانيا، البرتغال، إيطاليا ومالطا وذلك في ديسمبر 2011 بنواكشوط نجدها تتمحور حول تحديات انتشار الأسلحة في منطقة الساحل بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي ، والنشاط المتزايد لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وعمليات خطف الرعايا الغربيين كذلك اعتبرت قضايا الأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط هامة والبحث عن السبل الكفيلة بتعزيز الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء التي تعرف من حين لآخر عمليات إرهابية واختطافات دبلوماسيين وسُيَّاح وأشخاص عاديين من اجل المقايضة. وقد وقَّع وزراء دفاع أو ممثلو الدول المعنية عقب اجتماع هو الأول من نوعه في ديسمبر 2004 في مقر وزارة الدفاع الفرنسية على «إعلان نوايا» يؤكد على المفاهيم التي كانت حافزا للدول العشر للتعاون في الميدان الأمني، حيث أكدوا على «عزمهم تطوير مبادرة للتعاون المتعدد الأطراف، بهدف المحافظة على أمن المتوسط الغربي»، آخذين في اعتبارهم عنصري التفاهم والانسجام بين الدول العشر من أجل الحصول على أفضل نتائج أمنية رغم المشاكل الهيكلية والمتمثلة بالخصوص في قضية الصحراء المغربية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *