مجلس الشورى وهذا الاقتراح

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي [/COLOR][/ALIGN]

القارئة ( م.أ.م ) من الرياض أرسلت إلي برسالة تذكر فيها أنها حضرت دورة تدريبية متقدمة في تكنولوجيا المعلومات على يد بروفسور أمريكي قدم لغرض التدريب واطلاع المتدربين على أحدث ماتوصلت إليه علوم تقنية المعلومات واسترسلت القارئة تقول فهل تصدق أنني المتدربة السعودية الوحيدة في هذه الدورة؟ وبقية المتدربين والمتدربات هم من العمالة الآسيوية الوافدة؟ علما بأن هذه الدورة باهظة التكاليف وقد تكفلت مؤسساتنا الوطنية بتمويلها ودفع رسوم المتدربين العالية. انتهت الرسالة .
وأنا أتساءل باستغراب كبير أين المتدربون السعوديون ؟ . وأوجه تساؤلي هذا إلى الشركات والمؤسسات الوطنية فهل شركاتنا ومؤسساتنا ملزمة بتدريب العمالة الوافدة حتى يتبوأوا المراكز القيادية على حساب مواطنينا؟ حقا إنه منطق معكوس فالمفروض أن يأتي الوافد إلى بلادنا ليقدم عصارة فكره وخبرته للعمالة الوطنية، لا أن يحدث العكس وهذا مبدأ تأخذ به كل الدول في العالم أم أن عقول أبنائنا قد أصيبت بالضمور بحيث لايستوعبون المستجدات التكنولوجية المتقدمة إنها فعلا أزمة ثقة في قدرات عمالتنا الوطنية فبهذا الإجراء تسير شركاتنا ومؤسساتنا في عكس الإتجاه لاسيما وأن توجه حكومتنا الرشيدة المواطن السعودي أولا تعليما وتدريبا وإحلالا وتوطينا ونحن نطلق دائما على مؤسساتنا وشركاتنا اسم الوطنية فهل الوطنية يا أصحاب هذه المؤسسات هي شعارات براقة جوفاء ؟.. لا وألف لا.
إن الوطنية أيها السادة هي وسام فخر على صدر كل مواطن وهي عطاء بلا حدود وتفاعل مع كل المعطيات وعشق لذرات تراب هذا الوطن المقدس ومن أولى الواجبات تعهد أبناء هذا الوطن بالتوظيف والتدريب والأخذ بأيديهم إلى مصاف الرقي ووضع الثقة العالية بهم (فما حك جلدك مثل ظفرك) وإن كان لي من عتب على مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني فهو عتب المحب لهذا الوطن فكيف يمر عليها مثل هذا الأمر ؟
وهي الحريصة على تنمية وتدريب الموارد البشرية السعودية ؟ ولماذا لاتلزم الشركات بإيفاد العمالة السعودية لمثل هذه الدورات المتقدمة تحفيزا لهم للوصول إلى قمة العطاء والتفاني والإخلاص في العمل ؟
إنني أتقدم باقتراح إلى مجلس الشورى الموقر لدراسة مشروع قرار يحفز المؤسسات والشركات الوطنية على التفاعل الوطني التطوعي وخدمة مجتمعهم والمساهمة في تنميته بصورة حقيقة فعندما تتقدم إحدى هذه الشركات أوالمؤسسات الوطنية لتنفيذ المشاريع الحكومية عن طريق المناقصات أن تقدم معها سيرة ذاتية عن منجزاتها تجاه الوطن وأبنائه مثل التوظيف والتدريب والأعمال التطوعية التي قدمتها كإنشاء مدرسة مثلاً أو مستوصف أو ساهمت في تجميل حديقة أو دعمت جمعية ما على نفقتها الخاصة وعلى هذا الأساس تكون الأفضلية للمنشأة التي قدمت الأكثر والأفضل وبهذا الإجراء البسيط سوف تتنافس الشركات والمؤسسات في التفاعل الوطني وخدمة الوطن والمواطن والمجتمع وهو أمر يحدث في معظم الدول والمجتمعات.
والله من وراء القصد
وقفة : من الأمثال الشعبية القديمة عندنا
(يامربي أولاد الناس ياطاحن الموية في المهراس)

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *