مجرم بتهمة طلب القرب

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد السرلر[/COLOR][/ALIGN]

ليس غريبا ان يكون في المجتمع شخص ساذج وسطحي يظن أن البشر خلقوا طبقات لا يمكن لها أن تختلط, وليس غريبا أن يكون هناك من المجتمع من يرى صحة وجهة نظره, وبكل تاكيد ليس غريبا أن يفعل هؤلاء ما يمكنهم لحماية دمهم الأزرق \”النتن\”. ولكن الغريب جدا جدا أن يكون هناك قانون في البلد يرعى هذه النزعات العنصرية المقيتة. عندما يتجرأ شخص أن يرفض شخص يتقدم لخطبة بنته بعذر \”الأصل\” هذا بحد ذاته فعل مشين تتبرأ منه النفسية الإنسانية وتنبذه ويجرمه الدين ويمقته ومن واجب القانون ان يضع خطا أحمر يحمي الناس من النزعات القبلية والطبقية لا أن يرعاها ويوفر لها الأدوات التي تمكنها من ممارسة التعصب.
لا اعلم صراحة على أي مادة في القانون استندت الشرطة لسجن قائد سيارة الأجرة استجابة لشكوى والد الفتاة التي تقدم الشاب لخطبتها, ولكن يبدو ان هذه المادة ستكون مفيدة لو أطلعنا عليها المسؤولين لمساعدتنا في تقديم بعض الشكاوى على أشخاص لا \”نحبهم\”. من يعلم قد أستطيع سجن رئيسي الذي يتجرأ علي كل يوم ويطلب مني أن اكون في مكتبي على بداية الدوام, أو جاري الذي يتجرأ ويحتكر موقف السيارة أمام البناية يوميا. ومن يدري قد أستطيع سجن احد الوزراء أو المسؤولين لأنهم أكثر الناس جرأة وفيما بيني وبينكم كثير منهم لا أحب أعمالهم. \”دعوها فإنها منتنة\” هكذا قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام, ولكن لسان حال بعض من يدعي \”الرسوخ\” في العلم بدأ يفضح ما تكنه أنفسهم من دعاوى جاهلية وعنصرية مقيتة مع كل حدث على الساحة الداخلية والخارجية.
هذه العنصرية التي بدأت تشتد وتيرتها مؤخرا تجر الوطن وأبناءه إلى الدخول في نفق مظلم , وربما حان الوقت أن تصبح العنصرية جريمة يعاقب عليها القانون بأغلظ العقوبات, حبا في الوطن يا جماعة!

twitter:@msarrar

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *