مجتمع الصفوة ..والعمل الاجتماعي

Avatar

أتابع منذ سنوات التغيرات التي تحدث في \” مجتمع الصفوة \” في مدينة تجاربة واسعة هي – جدة – ولقد لاحظت أن هناك تحولات مهمة تحدث في هذا المجتمع وكلها تصب في جانب \” العمل الخيري \” الاجتماعي لمؤسسات المجتمع المدني .
فلقد حقق هذا المجتمع نجاحات هامة في المجال التجاري والصناعي والخدمي بل انه استفاد من سنوات الطفرة الاقتصادية واستطاع أن ي ُطور مستوى خدماته ليحقق ارباحاً معقولة في ظل دعم حكومي متزايد ..وفي ظل أرباح محققة دون أي عوائد أو ضرائب تذكر، وبالتالي كانت الفرصة مواتية أمام هذا المجتمع لينمو ويحقق نجاحات ووفورات هامة ومداخيل لا يستهان بها من خلال تعاملاته في الفترة الماضية .
وأصبح أمام هذا المجتمع وفي تلك الأيام ضرورة ما يطلق عليه \” رد الجميل \” لهذه الدولة التي ساهمت مساهمة فعالة ونشطة في نجاحه وهنا تحرك الوازع الوطني والانتماء الحقيقي لتراب هذا الوطن ..في نوع من المنافسة الشريفة للمساهمة في دعم مسيرة التنمية في الوطن الغالي وتقديم ما يطلق عليه \” واجب المسؤولية الاجتماعية \” تجاه هذا المجتمع الذي نما فيه المجتمع التجاري والصناعي ..
واتجه مجتمع الصفوة للبحث عن الوفاء بنوع من المسؤولية تجاه الوطن ..ووجدنابعض المؤسسات الصناعية الكبيرة اتجهت لمجالات التدريب المنتهي بالتوظيف لشباب وأبناء الوطن، بل انها افتتحت مجالات للدراسة والتدريب العملي غير متوفر في الجامعات والمعاهد ويحتاجه سوق العمل الفعلي ونجحت في هذا المجال .
وآخرون من مجتمع الصفوة شاركوا في المساهمة في منشآت صناعية تخرج الكوادر في مجالات صيانة وتقنية السيارات تدرب الشباب وتلحقهم بالعمل بعد التخرج في وكالات السيارات الكبرى .
وفريق ثالث اتجه الى منح القروض متناهية الصغر التي تبدأ من ألف ريال للأيتام والأرامل للبدء في مشروع حرفي صغير وتبنوا تصريف وبيع المنتج ليعود على صاحب القرض بالربح القليل والذي ينمو مع مرور الزمن .
وفريق ثالث من مجتمع الصفوة اتجه للأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة لتوفير المساعدة الطبية والانسانية لهذه الفئة الغالية علينا ..الحقيقةالتي بدأت استشعرها أن \” المسؤولية الاجتماعية تحركت لدى رجال الاعمال والنافذين ومجتمع المال والأعمال واتجه اليها الجميع طواعية، بل انهم يسارعون لاختيار أنسب الوسائل التي تتناسب مع طبيعة كل مؤسسة حتى ان الغرفة التجارية الصناعية بجدة انشأت ادارة مستقلة معنية بتنظيم برامج المسؤولين الاجتماعية ..انه اتجاه محمود ومطلوب ولمسة وفاء يردها أبناء الوطن لوطنهم الغالي .
كل هذا الحب ..يا رحمة
في ساعات المحنة أو المرض تصفو النفوس ويلتف الناس حول بعضهم البعض وتتلاشى كل الحزازات ..وخلال وعكة مرض خفيفة استدعت تواجدي بالمستشفى لعدة أيام فوجئت بكل هذا الفيض من الحب والمشاعر الجميلة التي التفت حولي من الرؤساء والزملاء والأصدقاء والمحبين ..ولكن قمة هذه المشاعر جاءتني من \” رحمة \” وهو أقدم مراسل يعمل معنا في \” البلاد \” \” باكستاني الجنسية \” أمين إلى أقصى حد ومحبوب من الجميع وهو صديقي ..جاءتني كلماته بالعربي المكسر ليقول لي \” أنا أسوي دعاء \” فدمعت عيناي بغزارة لكل هذا الحب .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *