[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالله محمد السبب[/COLOR][/ALIGN]

يدخل الإنسان ،أي إنسان، في حلبة صراع أزلية وتصاعدية مع السوق، فبينهما علاقة جاذبة غير متكافئة البتة، حيث هي علاقة غير محمودة من جانب الإنسان بوصفه مستهلكاً نهائياً، وبوصفه مستهلكاً صناعياً أو تجارياً أيضاً، إلا أنها علاقة مرغوبة من جانب السوق بوصفها غولاً يومياً تأكل الأخضر قبل اليابس، وتقتات على القوي لتميت الضعيف.إذاً، السوق غير مأمونة الجانب في أغلب حالاتها في عصرنا الراهن، الذي ترتفع فيه أسهم التجار بكل أشكالهم وألوانهم وأنواعهم، فيما تتآكل أسهم الناس في حالتهم الاستهلاكية النهائية.إذاً، الحركة التجارية قائمة بازدهار متصاعد، وبعض التجار يتنافسون في مابينهم بشكل طردي، ويتكاملون في تجارتهم بشكل استثنائي ومخيف وغير مأمون الجانب، إلا أن ذلك الازدهار يقابله ركود في النفس الإنسانية البسيطة والمترعة بشتى أنواع اليباس الناجم عن قلة الموارد المالية لهذا الإنسان البسيط، أو لنقل أحادية المورد الذي يتمثل في راتب ذي الدخل المحدود والمسلوب في كل صوب واتجاه.
والسوق بلا رحمة أو هوادة، وتضطرك إلى الاستسلام لها شئت أم أبيت، فإما أن تجاري متطلبات الحياة بحلوها ومرها، بضرورتها أو بكماليتها، وإما أن تكابر وتقف لها بالمرصاد، لتكون نتيجة ذلك الانزواء عن الحياة والموت بعيداً.السوق جائرة، ومنطقها عقيم وسقيم، ومن يلجها، قد ينقاد إلى مطامعها وقوانينها، حتى لو اضطر إلى الإتيان بما لا يرضي الله ولا رسوله ولا المنطق السوي، وإما أن يذهب في مغامرة ورحلة طويلة للبحث له عن مصباح علاء الدين ليكون بطلاً خرافياً من ذاك الزمان.يا جماعة الخير، الرواتب ازدادت بفضل من الله ثم بحكمة أولي الأمر ، إلا أن هنالك من يتربص بهذه الرواتب وبالمستضعفين من الموظفين الصغار في مراكزهم وفي رواتبهم وفي قلة حيلتهم، فهل من قانون صارم وعادل يوقف ذلك النزيف في الأسعار المتصاعدة، سواء في الأسعار السوقية بشكل عام، أو في الإيجارات التي لا يهدأ لها بال ولا تريد أن تقف عند حدها المنطقي الذي يجب أن تلتزم به وبالأعراف الاقتصادية الطبيعية؟ فيما أنت، “مُجْبرٌ أَخاكَ لا بَطَل”.. ولله في الأسواق شؤون.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *