مثقف سعودي مُتهم
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]
حينما تتذيل أول مفردتين في العنوان أعلاه اسمك الثلاثي ويتم تعريفك في جميع المحافل الداخلية والخارجية على هذا الأساس فلابد أنك أيها المسكين قد سمحت لجميع ما خلق ربي دون أن تدري بأن يتتبع و يتصيد خطاياك و زلاتك ليتعامل معها بشكل مضاعف يفوق صدى وتأثير ما يصدر عنهم – أي بقية المخلوقات – من أخطاء وكل هذا يحدث دون حول منك ولا قوة , أما الأكثر إحراجاً فهو أن عليك التعايش مع هذا الوضع و أن تتأقلم مع لعنة «المثقف» السعودي لأنها لن تفارقك حتى يعانق جسدك الثرى , فعلاوة أنها لا تعتبر مهنة مُربحة يُرجى من ورائها أي عائد مادي يسد على الأقل حاجتك في شراء ما تحتاجه من كتب هذا إن كنت كما يقولون عنك «مثقفاً» تهتم بقراءة الكتب فقد جمعت تلك المفردة سوء كيلة بأنها سوف تعلق بك حتى وفاتك فلم يذكر التاريخ أن مثقفاً سعودياً اُحيل للتقاعد وسلم من تهم و نوايا الآخرين .. أما الأكثر إرباكاً يا صديقي فهو اكتشافك متأخراً بأنك تعيش في وسط مجتمع ينظر للمجاملة كزيت محرك السيارة حتى ولو لم يحتاج حينها لتلك السيارة .. لذا لا تستغرب أن يتم إلصاق تهمة «مثقف» بك وإحراجك بها منذ أول يوم تصدر فيه روايتك الأولى المليئة بالكوارث أو بعد أن تظهر صورتك في أعلى عمود صحفي كنت قد وصلت إليه بعد «حب خشوم» أو حتى بعد أن تسرق فكرة لكاتب غربي «نصاب» كان قد قام بنشر كتاب جميع صفحاته بيضاء .. هنا يكمن خلل مجتمع بأكمله يرى في من يكتب و يتحدث بالفصحى بأنه «مثقف» بل ويكمل خطأه بربط مفردة «سعودي» بذلك فتحمل الأخيرة وزر صاحب الأولى .. فالمثقف يجب أن يكون انعكاس ما يحمله من مخزون أدبي و حضاري بداخله على هذه الأرض و أهلها من سلوك وحضور له تأثيره وخلق صورة حسنة مشرفة لوطنه في المؤتمرات والندوات الخارجية وإلا فإننا نظلم أنفسنا قبل أن نظلمه بهذا اللقب الذي منحناه إياه .. الثقافة لا تختزل في خلق البلبلة والصوت المرتفع في التعاطي مع ما يستجد من قضايا هي من صميم المجتمع بل على العكس لطالما كانت رؤية المثقف الصادق تجاه تلك القضايا «مختلفة» ورائعة جداً وهي أيضاً لا تختزل في كم يبلغ عدد متتبعيك في موقع تويتر.
التصنيف: