متى يكون الرأي والرأي الآخر مطلوباً؟

• علي محمد الحسون

•• من حق كل طرف في هذه الحياة أن يكون له رأيه الخاصة الذي ينافح دونه، وعلى الطرف المقابل أن يقبل منه هذا ويقول رأيه المضاد له، ويكون الأمر آراءً متعاكسة أو متضادة عندها ينطبق عليه ذلك القول العتيد. اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، لكن عندما يتخطى أمر ابداء ا لرأي الى اتخاذ اجراءات تعتبر في كل المقاييس تشكل خطراً عندها لا يصبح للرأي، وحريته قيمة، بل يدخل الأمر في ما هو أشد وأنكى. أقول هذا لمن قال ان ما يدور من خلاف بين البعض هو خلاف في الرأي فما كان يجب أن يصل الى حد الخصام. فالأمر مجرد تبادل آراء ليس إلا..
أبداً أن الأمر وصل في بعض مراحله الى ما هو أكثر من رأي الى التحريض، وبعث كثير من بذور الخصومات لتحويل كل شيء الى مرجل من نار يلتهم الجميع.
إن الاستماع الى الحكماء، والأخذ بما يقولون هو الطريق الصحيح ، فبقدر ما يكون الأخذ بأقوال هؤلاء الحكماء بقدر ما يتحقق النجاح والسؤدد.
إن من يرى في هذا الاختلاف أو ذاك بانه اختلاف في الرأي فقط فهو مخطئ.. فالرأي المجرد حق مكفول لكل صاحب رأي، أما إذا كان غير ذلك فهو المرفوض على الدوام.. أنظر الآن ما يطرح في الصحف من نقاشات فكرية أو اجتماعية تعطيك ذلك الانطباع القاسي عن هذا الاختلاف.. فالفكر لا يمكن أن يكون صائباً إلا إذا ما قابله فكر آخر أليس كذلك؟!
لعل أروع ما قيل في هذا ما قاله الإمام الشافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *