متى ستحيلون هؤلاء إلى التقاعد؟

• أحمد محمد باديب

أحمد محمد باديب

في جميع دول العالم هناك هرم للبنية الهيكلية لكل مؤسسة وإدارة وزارة وسفارة ولواء وكتيبة و.. الخ بمعنى أن القاعدة الكبيرة هي من العاملين الصغار ثم كلما اتجهنا للأعلى يقل عدد العاملين في الرتب العليا حتى نصل إلى رأس الهرم فيكون فيه شخص واحد في الأنظمة الرأسمالية والديمقراطية أما في الأنظمة الشيوعية وهي تخدع نفسها فهناك مجلس لإدارة الدولة وفي الحقيقة هناك في هذا المجلس رئيس وهو أكثر هؤلاء صلاحيات والمدير الفعلي للدولة.
وإذا أعطينا مثالاً في التشكيلات العسكرية فهناك رئيس للأركان برتبة فريق أول وهناك أربعة أو خمسة أشخاص برتبة فريق يرأسون القطاعات المختلفة في القوات المسلحة فمثلا سلاح الطيران وسلاح المشاة \”القوات البرية\” والقوات البحرية.. الخ ثم هناك مساعدون لهؤلاء برتبة لواء وبالتالي فإن المفروض أن يكون هرم في الترتيب وبالتالي فعدد الرتب العليا تتناقص مع زيادتها وهكذا هي منظومة الجيش في دول العالم المتحضر، أما في دولنا العربية فللأسف هذا الهرم مشوه بشكل مخيف وكم وكم من التشكيلات يكاد يكون فيها عدد الرتب العليا أكثر من عدد الجنود وهذا فيه إثقال على تلك الدول وسوء في التنظيم وخلل في التشكيل لذا لا بد من إعادة النظر في جميع القطاعات العسكرية ودراسة وضعها وإعادة هرمها بدون تشويه وهو بإحالة الرتب الزائدة للتقاعد فذلك سيعطي فرصة لتشغيل عدد من الشباب الجديد وسيحل عدد من الضباط الشباب مكان كبار السن أو الكهول وسيخفض على الدولة أموالاً كثيرة، كما أتمنى لدينا أن تعود الكثير من الدوائر إلى وضعها المدني مثل الجوازات والجنسية التي عسكرت وكذا الوظائف في إدارات المرور وإذا كان هناك عدم كفاءة في المدنيين ولهذا عسكرت هذه الوظائف فهذا ليس لسوء المدنيين ولكن لضعف أجهزة الرقابة والتي في رأيي مهمة جداً فهناك الكثير من الفساد والذي يظهر عندما تحدث النكبات كما حدث في جدة هذه السنة والسنة التي قبلها فجدة ليس فيها إمكانيات متقدمة للإنقاذ وليس فيها مستشفيات كافية وليس هناك معدات وآليات تتناسب وضخامة الحدث، سواء عند حدوث الحرائق أوغير ذلك من انهيارات للشوارع أو المباني وليس هناك قدرات لإنقاذ من تجرفهم المياه وقد رأينا ذلك عياناً نرى الناس وليس في قدرتنا عمل شيء سوى الدعاء لله عز وجل، وعودة لصلب الموضوع أقول أيضاً الوزراء فكما عملنا للأطباء بحيث يحال الطبيب على سن خمسة وستين يكون هناك مدة محددة لخدمة الوزير فالوزير مطلوب منه ليس فقط التفكير من مكانه ولكن المتابعة لفرع وزارته والإدارات التابعة له في كل مكان هذا فيه جهد يجب أن يكون الوزير في وضع صحي مناسب، كذلك السفير بمعنى آخر يجب تجديد دماء العاملين ووضع القادرين على العمل من الشباب فعلى سبيل المثال وكلاء الوزارة يحالون إلى التقاعد في سن الستين والوزراء ليكن في سن السبعين ويمكن أن يستثنى بعضهم وليس كلهم.
إن الإحالة إلى التقاعد كما ذكر سمو ولي العهد حفظه الله تكريم فلماذا لا نكرم المستحقين ونعطي فرصة لتخفيف عدد العاطلين يجب عمل لجنة تدرس كل قطاعات الدولة وترفع للمقام الكريم رأيها وقوائم لمن ترى الاستغناء عنهم في القطاع ولا شك أن كثيرين سيفيدون الوطن في القطاع الخاص أو غيره.
هذا رأي يحتمل الصواب والخطأ فإن كان صواباً فأسال الله الأجر والأجر لمن يعمل به وإن كان خطأ فأسأل الله التجاوز عني فهو جهد بشر مهما بلغ علمه وقدرته فهي ناقصة والله من وراء القصد.والحمد لله رب العالمين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *