[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** هذا صباح جديد آخر الذي تبدأ فيه رحلة \”الخوف\” والهلع. فمع مطلع شمس كل يوم وهي في هذه الرحلة اليومية التي لا تكاد تنتهي إلا لتبدأ من جديد تلملم أوراقها تدسها في حقيبة يدها المتورمة بفعل حشر هذه \”الكراريس\” التي لم تنم البارحة الا بعد ان انتهت من تصحيحها وبعد ان \”حضرت\” لدرس اليوم. فهؤلاء طالباتها ينتظرن منها أعلى الدرجات لجدهن ومثابرتهن. ابتسمت وهي تتذكر احدى طالباتها التي \”تعاتبها\” داخل الفصل انها مجتهدة ولكنها لا تخلو من \”شقاوة\”.
تحشر نفسها وسط بقية زميلاتها في \”حافلة\” امتلأت بهن أخذت \”الحافلة\” في شق الطريق الممتد كثعبان اسود يكاد لا ينتهي. بعد مضي ساعة زمن انحرفت \”الحافلة\” الى طريق ترابي فتتحول الى \”مرجيحة\” آخذه في الارتفاع والانخفاض وبشكل جنوني، هذه المسافة التي تمتد الى أكثر من مئتي كيلو متر تقطعها كل يوم ذهاباً وإياباً.
هذه خيوط الضوء بدأت في الظهور لكن لازال الظلام لم يلملم اطرافه من على هذه الارض أو على رؤوس هذه الجبال الشاهقة.
تشعر بشيء من الاطمئنان من مشاكل الطريق بعد ان توقفت الحافلة امام مبنى المدرسة هذا نصف المشوار قد انتهى يبقى نصف العودة.
صور وذكريات \”زميلاتها\” اللاتي ذهبن ضحية هذا الطريق الوعر لا تغيب عن ذاكراتها لهذا تكون مشدودة طوال الرحلة عيناها على الازفلت. تحسد زميلتها بجانبها التي ما تكاد تأخذ مكانها في الحافلة والا وتنطلق اصوات \”شخيرها\”.
امس تجددت هذه الصور الدرامية وهي تقرأ في الصحف عن احتراق اربع من زميلاتها داخل \”حافلة\” في احدى هذه الرحلات اليومية \”المكوكية\” اصيبت بحالة فزع وأسى وحزن عميق وخوف من مصائب الطريق اليومي الذي تقطعه مع بقية زميلاتها وسؤال يلوب في نفسها.. متى وكيف تنتهي هذه المآسي؟!
كل ذلك دار في خلدها وهي تعيش هذه الأيام اجازتها السنوية راجية الله أن تنتهي معاناتها مع بداية الدراسة بإذن الله.
إنه لأمر محير!؟
** هذه قصة \”طالبة\” كنت أعتقد أن هذه القصة لم تعد موجودة بعد هذا الزمن الذي نعتقد أنه أصبح مثل هذه القصص قد مضت إلى حال سبيلها.. تقول القصة بأنها طالبة في خامسة ابتدائي. وفي مدرسة أهلية تعيش حالة رعب وخوف بسبب ما تلاقيه من بعض \”معلماتها\” في تلك المدرسة حيث يمنعها وزميلاتها من وضع \”بكله\” في رأسهن إذا كانت هذه \”البكله\” عليها رسوم قائلة لهن هذه \”المعلمة\” إن هذه الرسوم تجعل الشيطان \”يقفز\” من رأسك.. كما أنه ممنوع استخدام \”المحاية\” التي عليها رسم قطة أو فراشة أما الحقيبة التي عليها رسوم فممنوع دخولها المدرسة أصلا.
يقول والد الطالبة ان ابنتي تأتيني من المدرسة وهي في حالة يرثى لها من الخوف والرهبة. وتتخيل أي رسم سوف \”ينط\” من داخله \”الشيطان\” كل ذلك من جراء ما تسمعه من تخويف وترويع. ويقول كنت أعتقد أن هذا السلوك قد انتهى من مدارسنا منذ مدة. وانه لم يبق من هذه التصرفات شيء بعد ان تدخل بعض الموجهات التربويات لافهام المعلمات على كيفية تلقين الطالبات لدروسهن بعيداً عن هذا التخويف. وهذا الترهيب. ولكن لا شيء من ذلك حدث. فهذا الاتجاه المضر بنفسية الطالبة لم ينته بعد. وهو ينعكس على نفسيتها. وبالتالي على تصرفاتها.
إن هذه الحالة لابد من التوقف أمامها فهذه \”البكلات\” أو \”البنسات\” وتلك \”المحايات\” التي عليها بعض الرسوم كل ذلك مستورد من الخارج. ويباع في الاسواق أي أن دخوله الى البلد بشكل واضح ومصرح له. فلماذا يمنع من قبل اجتهاد \”معلمة\” ترى في ذلك انه إخلال. انه لأمر محير بالفعل من مثل هذه المعلمة التي بالتأكيد ليست الوحيدة التي تمارس مثل هذه الأفعال مع الطالبات الصغيرات في السن. والخوف أن تحشو هذه المعلمة رؤوس طالباتها بأفكار جالبة لما هو أكثر من منع \”بكله\” أو محاية!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *