[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبد الوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]

أكدت مؤسسة النقد السعودي ان حجم قروض المواطنين لدى البنوك يقدر بنحو (277.5) مليار ريال وهو بلاشك رقم ضخم يكشف عن مدى التأثير الكبير على اقتصاديات الأسر السعودية.. ومعاناتها الكبيرة من خلال التزامات التسديد المستمرة للقروض التي تعمل على الحصول عليها بإلحاح.واذا كان المواطن السعودي يلجأ الى الاقتراض من البنوك من أجل الوفاء باحتياجاته الاستهلاكية التي ترتبط بالرغبة في اشباع نهمه في المظاهر من حفلات ورحلات واقتناء الاشياء الثمينة للعناية الفائقة والمبالغ فيها لمظهره واحتياجات اسرته فإن هذه القروض تأتي من أجل (مد الرجول اكبر اللحاف) وبالتالي فإن الالتزام بالتسديد يرهق الاسرة فيما بعد ويقودها الى الارتباك والاخذ بحلول تزيد الأمر فداحة.
ولعل القروض التي تأتي من أجل دعم المشاريع التنموية مهما كانت صغيرة فإنها قروض لها مردودها الناجح والمؤثر على دخل الانسان والقروض الانتاجية لها مفعولها المقبول وربما الجيد مثل شراء سيارة او الصرف المتوازن على زواج الابناء والمشكلة القصوى تأتي في العمولات البنكية المبالغ فيها فتجد – مثلا – ان الحصول على قرض بمئتي الف عمولته لا تقل عن مئة الف ريال تتم الموافقة عليها نظير الحاجة القصوى للقرض .ويتواصل التسديد على مدار خمس سنوات – مثلا – يكون فيها صاحب القرض غير قادر على الصرف الصحيح على بيته واسرته ويضطر الى الاستدانة من هنا .. وهناك .. الى التعثر في المصروفات ويظل يعاني.. ويعاني – حتى تمر السنوات الخمس وكأنها خمسون.
ويسأل الكثيرون: ما هو الحل؟ اذا احتجت الى شراء سيارة عائلية وهي لا تقل عن سعر مئة وخمسين الفاً؟ وما هو الحل اذا اردت ان ازوج ابني.. او ابنتي .. فالابن عادة يكون في الخطوة الاولى على مشوار الوظيفة وبعد لا يملك اي رصيد فمن يؤثث له الشقة.. ومن يشتري له السيارة .. ومن يعينه على المصروف وراتبه اكثر تواضعاً؟! بل ومن يدفع له المهر وقد ارتفعت المهور الى الخمسين الف ريال في حدها الادنى؟.وفي الوقت نفسه فالأب ليس له الدخل الذي يسمح بالوفاء بكل هذا.. وعندها لا مفر من اللجوء الى البنوك للحصول على القرض المسموح به لعله يفي بجزء من المتطلبات.
ان المسألة ليست الاهتمام بالمظاهر في كل الأحوال بل ان الاسعار .. كل الاسعار.. قد اشتعلت وبلغت حداً لا يطاق.. ومهما طالبنا بالترشيد في المصروفات.. والترشيد في الحفلات.. والترشيد في اختيار السيارات.. فإن المصروفات تظل أبداً أكبر من الامكانيات وهي تقود معظم المواطنين قسراً الى الاقتراض.. والى الاستدانة من الموسرين.. وبالتالي تدخلهم الى نفق مظلم من الحاجة والعوز . وكلما تأملت المشهد وجدت ان الخروج من نفق القروض يكاد يكون مستحيلا.. ووجدت نفسي أسأل مع السائلين: ما هو الحل؟.

آخر المشوار
قال الشاعر:
[poem=font=\”Simplified Arabic,4,black,normal,normal\” bkcolor=\”\” bkimage=\”\” border=\”none,4,gray\” type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char=\”\” num=\”0,black\” filter=\”\”]
ويحملني الحنين على نسائمه أجوب = أذوب مع الفراشة لا أخاف ولا أؤوب
وأكذب لو أقول بأنني يوماً أتوب = وتصدق لو تقول بأنها دوماً كذوب
[/poem]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *