ما خفي كان أكثر غباءً

• أحمد عوض

مع تطاول أيّام المُقاطعة لـ قطر، يبدو أن الأمور تتجه لـ تفشّي الغباء في سلوكيات قطر السياسية و الإعلاميّة ، في برنامج “ما خفي أعظم” و الذي كما يبدو منه، أنه مُحاولة لـ مُجاراة وثائقي قناة العربية عن تنظيم الحمدين، و تاريخهم الأسود ، كان برنامجاً غبياً جداً؛ بداية الغباء الحديث عن ردّة الفعل، وترك الفعل المُحرّك الأساسي ، إنقلاب الابن على أبيه و تشرّد الأب هو الدافع الرئيسي لما حدث في ٩٦، و الأب كان لديه ميزانية قطر، وولاءات قبليّة قوية فـالأمر الطبيعي كان أن يُحاول استعادة حكمه ، لكن الغباء تحدّث عن مؤامرة خليجية ، مؤامرة يقودها حاكم قطر الأب، وأفرادها جنود قطريون، ومن قبائل معروفة و سلاحهم و انطلاقهم من داخل قطر، والتمويل من الأب الذي لاحقه الابن في الإنتربول؛ طلباً لمليارات يملكها في حسابه الشخصي ، ما علاقة السعوديّة، والإمارات بكُل هذا.
والغريب أن الجزيرة تناست إنقلاباً واضح المعالم و جمّلت الحدث، وكأنه من مسارات التاريخ الطبيعية أن ينقلب الابن على أبيه، وحاولت جاهدة و بـغباء مُنقطع النظير إيهام المُشاهد أن مُحاولة الأب استعادة حكمه من ابنه الذي انقلب عليه هو الكارثة.
انقلاب بلا رصاص، وفيه طبيب يهتم بـصحّة الابن؛ لأن الأب أوصى عليه أمر لا يمكن تمريره إلاّ على أنه لعبة بين الأب، الذي انقلب على ابن عمّه، و الابن الذي انقلب على أبيه و الثمن التضحية بـ قبائل قطريّة معروفة و تثبيت الحكم و تغيير المنهج ..
عموماً ما حدث في قطر عام ٩٦ ليس لأحد علاقة به ، و برنامج “ما خفي أعظم” أثبت أن هؤلاء القوم ليس لـغبائهم حدود، و ليس لـخيالهم المريض كذلك حد، لو أرادت السعوديّة تحديداٌ إسقاط قطر عسكرياً في تلك الأيّام لتدخلت علناً، و لن يتدخل أحد لإنقاذ حمد، و لكن السعوديّة لديها سياسة واضحة ، عدم التدخل في شئوون الآخرين الداخلية ..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *