ما بين قمة الرياض والتدخل الفرنسي في مالي

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

انتهت قمة الرياض الاقتصادية سريعاً , اتفق العرب فيها على حقيقة أن للاقتصاد و التنمية أهمية بالغة ينعكس دورها على حياة البسطاء من المواطنين وأن حدوث أي تلكك أو تقصير في الدفع بعجلة التنمية في البلدان العربية من بابه أن يفتح النار على الأنظمة الحكومية هناك , لا يمكن لعاقل أو نصف عاقل حتى أن يقلل من سطوة الاقتصاد المريض والعبث المالي بمقدرات الدولة و تأثير كل ذلك على الشارع العربي وهو ما ألمح إليه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في ختام القمة حينما ربط ما بين الحراك الشعبي العربي والذي خلص بسقوط أربعة أنظمة عربية في تونس ومصر وليبيا و اليمن وما بين أمرين مهمين هما الاقتصاد و المجتمع , حديث الأمير أتى في وقته و الرياض تحتضن قمة بهذا الحجم لكنه مع الأسف ليس بجديد فأغلب الشعوب العربية تعلم أن الحصول على رغيف خبز بات أمراً أكثر صعوبة من ذي قبل ناهيك عن ارتفاع في الأسعار للمواد الأساسية التي لا غنى عنها وكل ذلك يحدث بسبب استشراء الفساد في جسد الحكومات العربية , فما قيمة أن أقوم بإحضار استثمارات كبيرة من الخارج وأنا لا أمتلك القدرة على ضبط و مراقبة ما تقوم به من أعمال ؟ هنا تكمن أهمية الرقابة و المحاسبة الصارمة لقطاعي الحكومة و الشركات الخاصة لأن أي تقصير يحدث منهما ستتبعه انعكاسات شعبوية تشابه في سرعتها سرعة الضوء .
التدخل الفرنسي في مالي وبعيداً عن التفاصيل المعقدة هناك يأخذنا صوب سوريا .. لماذا سوريا ؟ لأن القضيتين المالية و السورية يحدث معهما ذات القصة و إن اختلف الوضع قليلاً , ففي مالي هناك جماعات إسلامية أسقطت الرئيس وفي سوريا هناك رئيس يسقط شعبه , لماذا سارعت الحكومة الفرنسية بقوتها السياسية و العسكرية الكبيرة لإعادة \” شخص واحد \” و عجزت عن دعم ومساعدة شعب كامل ؟ بالتأكيد وبعيداً عن \” الفوبيا الإسلامية \” التي يرددها البعض على مسامعنا في كل مرة كانت المصلحة الفرنسية هي من يقف وراء ذلك التدخل , الغريب أن دولة كالجزائر لم تحتج لوقت طويل حتى تساعد الفرنسيين في الحصول على مبتغاهم من مالي حيث قامت بفتح مجالها الجوي بالكامل أمام سرب الطائرات الفرنسية , هناك كعكة مالية كبيرة يريد الفرنسيون الحصول عليها بالكامل وهو ما سوف يظهر بعد أن تضع الحرب أوزارها .

twitter : saudibreathe
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *