ما بين المسؤول والمواطن
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد طالع[/COLOR][/ALIGN]
مفردة مسؤول بكافة مشتقاتها أرهقت السمع حد التخمة لكثرة ترديدها وتداولها بشكلٍ ضوضائي, وما عادت هذه الكلمة تطيق معناها لشدة الحالات المستعصية في فهم معناها الحقيقي.
فحين يكون الحديث عن المسؤول من حيث هو كموظفٍ شغل وظيفة ما لأجل أن يساهم في دفع عجلة التطور والنمو, فإن الحديث عنه هنا يأخذ جوانب أخرى, والمؤسف فيها أنه ينحو مناحي شخصيةٍ بحتة, وعلى هذا المفهوم فإن المتراكم في لا وعي المسؤول ذاته هو أنه ماضٍ في تحقيق مجدٍ شخصي لا تحقيق مصلحةٍ عامة تعود بالخير والنفع على وطنه ومجتمعه, وعلى أساس هذا المفهوم الخاطئ والتغذية السقيمة في لا وعيه تبدأ الرحلة مع المتاعب, فكل ما يشغل الحياة اليومية للكثيرين ويرهق أفكارهم ويستنزف مجهوداتهم نتيجة عدم الوصول للطريقة المثلى للتواصل ما بين المسؤول والمواطن هو ناتجٌ عن سوء الفهم وخلل التعبئة في العقل الباطن لدى المواطن الذي أصبح مسؤولاً لحين من الوقت قد يطول وقد يقصر, فكل الذي يشغل الحيز الأكبر من وعيه وكنتيجة طبيعة للمنهجية الخاطئة هو تحقيق الذات والبحث عن المجد الشخصي, في المقابل فإن العمل والتطوير والأداء أشياء غائبة عن قاموس المسؤول اللاهث وراء المجد, وعلى ذلك فإن المتضرر الوحيد هو الوطن والمواطن, فهما ضحية تركيبةٍ خاطئةٍ في الفهم.
ولأجل الخلاص من معضلة التفريق بين من يرمي مجداً شخصياً ومن أهمَهُ الوطن وترابه والقتال لأجله ولأجل سلامته من المنغصات, فإنه لزاماً على المسؤول الذي هو في الأساس مواطن أن يعي تماماً أن ما سيعمله من خير هو الحجر الأول في بناء مجده الشخصي ومجد أمته.
[email protected]
التصنيف: