ما بين «الشرشو» و»الدندرمة» فيروس كبدي .. عمدة الروضة في جدة يحيل\"الحدائق\" لاستقبال العزاء
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]
هل تذكرون \”الشرشو\” اخاطب جيلنا الذي عرف \”الشرشو\” عبر \”الباعة الجائلين والدائمين\” امام المدارس فترة الثمانينات الهجرية عندما كنا دون أن نعلم ما تخبئه الأيام نشارك في الأكل في إناء واحد به \”خل\” و\”ماء\” وقليل من الملح وذلك \”بغمس\” قطفة \”القثاء\” أو \”الليم\” وأكلها.. كانت \”القصعة\” واحدة وتظل مستمرة حتى بعد الخروج ظهرا ومتوقع انها كما هي تبقى لليوم الثاني فقط يُزاد عليها قليل من الخل والماء .. ولا أتوقع من يقول إنه لم \”يتذوق شرشو المدارس\” رغم توعية البيت لدى بعض الأسر بل قلة من الأسر بعدم الأكل من أمام المدرسة أو السوق.. لكن المرحلة العمرية لا تقبل ذلك.الدندرمة
الدندرمة أو الجيلاتي أو الايسكريم – اليوم – كانت هي الأخرى من ملوثات المعدة اذ كانت تصنع من الحليب والتوت لا غير مع مواد ملونة لجذب \”الصغار\” إلى جانب \”اللنقطة\” التي كان يتخصص بها اخواننا من \”اليمن\” و \”السلطة\” الجميلة الشكل بالحمر والطماطم والفلفل الموضوعة في إناء قديم جدّاً وكل ذلك يغطى بقطعة قماش في غاية السوء وانعدام النظافة.
الشِّرنقة
وثالثة الملوثات \”الشرنقة\” أو \”الإبرة\” والتي كانت تعقم عن طريق غليها في \”قدر\” ليتمكن التمرجي من تكرار استعمالها من مريض لآخر.
علاج القوارير
أما الملوث العالمي الرابع فهو الأدوية التي كانت توضع في \”قوارير\” زجاجية وتباع هذه القوارير عن طريق سيدات يعرضنها أمام المستشفيات وأصلها مأخوذة من الدكاكين والشوارع بعد التخلص منها من الناس وتباع أمام المستشفى الذي كان يسمى \”الصحية\” من الصحة واذكر ذلك امام مستشفى الزاهر ومستشفى أجياد في مكة المكرمة حتى نهاية الثمانينات الهجرية إذ كان العلاج \”الحبوب\” يوضع في أوراق واكياس ورقية عادية و\”المرهم\” في قوارير عادية ايضا او كاسات زجاج..
الفيروسات
وبعد أن تطور الأمر وبعد أن ادركنا بعد ذلك بسنوات طويلة قاربت نصف القرن اكتشف عدد من ابناء \”جيلنا\” والذين لم يصلوا اليوم للعقد السادس انهم يحملون فيروسات A.B.C وخاصة السي الذي من مسبباته \”التلوث\” وتلوث الدم وغيره.
إذاً من أصيب بأحد هذه الفيروسات فليتذكر الشرشو والدندرمة واللنقطة وحلاوة \”مطو\”.. هل يمكن لنا أن نطالب البلديات تلك الفترة \”اليوم\” بتعويض مادي لعدم حمايتنا من هذه المأكولات .. ربما؟!!
حديقة للعزاء
أعجبتني فكرة عمدة \”الروضة\” في جدة والتي تقوم على استخدام احدى \”حدائق\” الحي لإقامة مراسم عزاء الجيران وذلك رحمة بالناس الذين يتكبدون المشاق عند تقديم العزاء خاصة مع اصرار كثير من الأسر رغم معرفتهم بعدم وجود مكان أمام منزلهم الا انهم يعلنون عن العزاء في الحي وتصوروا عندما يكون العزاء في مكة المكرمة مثلا في احد الأحياء القائمة على الجبال كيف يعاني الناس للوصول وبعضهم مريض ومتقدم في العمر.
انني اضيف على فكرة واقتراح عمدة الروضة ان تستعمل هذه الحديقة ايضا للأفراح لو احتاجها احد سكان الحي لتجهيزها لعقد قران أو زفاف للرجال خاصة من لا يستطيعون الذهاب إلى الفنادق وقصور الأفراح ويمكن استعمالها لحفلات مسائية ولقاءات الجيران.. لكن أين هذه المساحات وفي أي مدينة والتي أعدت حديقة ولم تستعمل ولفتت نظر العمدة؟! أملي من الأمانات والبلديات مساعدة الناس والتخفيف عنهم في المساهمة في دعم الأفراح حتى ولو كانت الحديقة تبعد قليلا عن منزل \”المناسبة\” ويتم الاعلان عن ذلك من صاحبها.
التصنيف: