ما أشبه الليلة بالبارحة

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

يلاحظ المراقب لما يجري في مصر هذه الأيام من إبعاد كل من له علاقة بالنظام السابق من الدخول إلى حلبة المنافسة الرئاسية،إنه ذات ما قامت به القوات الأمريكية عند دخولها إلى العراق وتفكيكها كل \”الجيش العراقي\” على أساس أنه – صدامي – الهوى ومن ثم لحق بعد ذلك إبعاد كل من كان له علاقة بحزب البعث، هذا الذي يجري في مصر تماماً هو ما حصل في العراق وأدخل العراق في دوامة من الصراعات الدموية التي اجتاحت بلد الرافدين \”حتى الآن\” لأنه من المستحيل أن يكون كل الجيش العراقي \”صدامي\” الهوى ويستحيل أيضاً أن يكون كل من انتمى إلى حزب البعث هو بعثي العقيدة والمعتقد، ألا يكون هناك من أجبرته ظروفه المعيشية أن ينضم إلى البعث بحثاً عن مكان \”وظيفي\” يستطيع من خلاله أن يحقق له ولمن يعول حياة معقولة له وكريمة لهم؟.
هذا هو ما يجري في مصر الآن من استبعاد كل من كان له صلة بالنظام السابق وهذا فيه إجحاف لكثيرين كانوا يعملون في ظل النظام ولكنهم ليسوا بالضرورة يؤمنون بمنهجية ذلك النظام \”الهش\” الذي رأينا كيف تساقط سريعاً.
إن من غير العدل وضع كل من تعامل مع النظام في سلة واحدة، لابد أن يكون هناك أناس شرفاء وأناس حريصون على مستقبل بلدهم وسلامته من الضياع وهم بالتأكيد موجودون.
لا تجعلونا نردد ما أشبه الليلة بالبارحة أي ما حدث في العراق يحدث في مصر.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *