[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]لواء م/ صالح محمد العجمي[/COLOR][/ALIGN]

قضت المعاهدات الدولية بعدم تدخل أية دولة في الشؤون الداخلية لأية دولة أخرى ومهما كانت الأسباب. وقد يستثنى من ذلك الدول التي ارتبطت مع بعضها بمعاهدات نوعية محددة كاللوجيستية والاقتصادية والسياسية شريطة أن تكون تلك المعاهدات مؤيدة ومصّدقة من الجمعية العمومية للأمم المتحدة حتى تأخذ طابع التنفيذ. يضاف الى ذلك الدول أو الأقاليم المتحدة مع بعضها اتحاداً فيدرالياً موثقاً هو الآخر. وما نراه اليوم يخالف كل هذا مخالفة شاملة وكاملة ولنا على سبيل المثال تدخل دول الغرب من باب استعراض القوة والهيمنة.
وطبيعي هم يفرحون بتمزقنا وبفرقتنا كمن يعمل \”فرق تسد\” ثم بوهننا وضعفنا ووقوف كل منا في وجه الآخر كما هو معلوم وكما هو حاصل ومتى كان لهم ذلك؟ .. طبعاً بعد احتلال دول التحالف الغاشم لدولة العراق الشقيق نتيجة اطماع العدوان والتوسع الصّدامي الجهول هنالك فتحت لهم أبواب فرض الكلمة والسيطرة والتدخل وبعد أن تأكد لهم أن الوحدة العربية الاسلامية غير موجودة . وأن باستطاعتهم اختراق صفوف أمتنا في أي زمان أو مكان. . الخ. وبالمناسبة أذكر أن التدخل الأجنبي كان مستحيلاً ومن الصعوبة بمكان وذلك رغم أننا كعرب ومسلمين لم نكن في المستوى الذي نعيشه الآن، فقد زادت قوتنا بعد الله وتعددت عسكرياً واقتصادياً وسياسياً عما كانت عليه في السابق، ومع هذا كان لهم ما رسموا وما قرروا في عزلنا بعضنا عن بعض، والاستخفاف بما بلغناه من قوة في كل المجالات الدفاعية والهجومية.
وبعد كل هذا فهل من مستغرب أو مستنكر لما حل بنا في الحاضر وما ينتظر أمتنا في المستقبل من هذا العدو المتربص بحيث نلمس ونشاهد كل هذا وكأننا في سبات عميق؟!. وقوتنا إعلامياً وما معها من تخاذل تُوجّه منا إلينا. والأهم من ذلك أن بعض الفضائيات العربية تروج لذلك. تماماً وكأنها تعمل لصالحهم وهم يتفرجون علينا منطلقين في اعداد خططهم لقهرنا وشتاتنا الى حين.فلماذا لا يهتمون بسلبياتهم في أوطانهم ويعملون على علاجها بدلاً من التخبط وإشغال شعوبهم بأمور لا حاجة لهم فيها وكأنهم يريدون لهواً يضيعون به غضب أممهم لا أكثر.
ومن هذا المنطلق يجب على الأمتين العربية والاسلامية العودة الى الله عوداً صادقاً والعمل على إيجاد الوحدة العربية الاسلامية الصادقة ورص الصفوف في وجه أعدائهم بكل السبل والوسائل عسكرياً واقتصادياً وسياسياً واعلامياً. ثم قطع طريق التدخل المشين منهم في كل مجال من مجالات حياة شعوبنا الكريمة. إن فرقتنا وخلافاتنا بيننا البين جعلت التدخل في شؤوننا ممكناً وبكل سهولة، ذلك أنهم يشجعون البعض ويوهمونه بأنهم معه وسيناصرونه ولن يتخلوا عنه في أي وقت من الأوقات وفي كل الظروف. غير أنهم انكشفوا هذه الايام مع تونس ومع مصر وأخذت ألاعيبهم وأكاذيبهم تبرز للعيان اليوم تلو الآخر.
إن الذي ليس على دينك لا يمكن أن يعينك وفقط يتربص بك للانقضاض عليك في الوقت المناسب لأنك عدوه اللدود في السر والعلن مهما تظاهر ومهّد بوسائله المختلفة لتحقيق غايته غير النبيلة في معظمها. وأخيراً فهل نقف معاً لتفويت الفرص العدائية عليهم والحيلولة دون نجاحها خاصة وقد أثبتوا المكر والخذلان في أكثر من موقف .. والله الموفق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *