ماذا يحدث في مصر ولماذا؟
[COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR]
•• في ذلك اليوم كانت الطائرة تقترب من ارضية المطار بينما رحت أحدق من خلال نافذتها الصغيرة على الشوارع التي بدت لي – باهتة – لا حيوية فيها حتى تكدس السيارات التي ألفناها كأنها سكنت بل خفت حركتها من تلك الشوارع الممتدة أصبت بحالة \”كمد\” كما نقول نحن في المدينة المنورة هل اصبحت شوارع \”القاهرة\” هكذا بعد ذلك – الورشان – الذي كانت عليه؟ ماذا حدث لمصر تلك البلاد التي كانت خلف كل بهجة تغشى العالم العربي من غربه الى شرقه.. فهذه \”مدية\” الثقافة والفن بكل أصنافه من الغناء الى المسرح مروراً بفن الرسم بل وبفاكهته \”الكاريكاتير\” كل تلك الفنون التي كانت تغطي عالمنا العربي كانت مصرية الانتماء والانتشار.. لا بل ان ذلك التسامح الذي كان طابع – المصري – الذي لا يفرق بين ما هو مصري وعربي آخر كل من دب على ارض مصر فهو مصري الهوى والانتماء .. إذن ماذا حدث وغير كل هذا؟.
استغرقني كل هذا ليعيدني الى الواقع ارتطام عجلات الطائرة وهي ترتطم بالأرض في عنف كأن – قائدها – كان سارحاً فيما كنت أنا سارحاً فيه ليفاجأ بان عليه الهبوط فكان ذلك الارتطام العنيف – وهو ذات الارتطام الذي سببته هذه الاحداث في مصر لكل عربي حيث راح يتساءل ولماذا يحدث كل هذا في مصر؟.
تمرغوا في جنبات جنات أمهاتكم
•• أنا على ثقة بان كل واحد منكم لديه \”أم حكيمة\” لها رؤيتها في الناس وفي الحياة وفي التعامل مع الآخر وكانت لي \”أم\” لها من الحكمة ما تنافس بها كبار \”الفلاسفة\” و\”المفكرين\” في شؤون الحياة ذات يوم كنت احدثها عن صديقي الذي اراه في مقام أخي. دعتني أنهي اعجابي بصديقي وكانت ترمقني بنظرات لم أفهم معناها فما ان صمت حتى قالت لي:
وكيف عرفت كل هذه الصفات في صديقك؟.
قلت من خلال تعاملي معه.
قالت بسرعة : وهل غضب منك يوماً؟
قلت لا..
قالت – وطيف ابتسامة يلوح على ركن من فيها – : إذن أغضبه يوماً وسوف تتحقق من صدق صديقك فيك؟.
قلت لماذا؟.
قالت لان الغضب هو المحك الصادق لمكنون نفسية صديقك هذا هل تنطوي نفسيته على حب حقيقي لك أم لا؟.
وكيف أغضبه يا أمي؟ .. قلت لها هذا وأنا في حيرة من أمري.
قالت افتعل أي خلاف بينكما وسوف ترى ما تنطوي عليه نفسيته تجاهك. ليخرج من مكنون ما اختزنه عنك يوماً.
كانت أمي حكيمتنا رحمها الله.. دقيقة في وصفها للأشياء وأنا على ثقة ان كل واحد منكم لديه أماً لها نظرتها للحياة وللناس. فمن لديه أم عليه الحرص كل الحرص على الالتصاق بها والاستماع الى حكمتها لا يقول أنا اصبحت كبيراً ومتعلماً ومثقفاً انها اكثر من ذلك كله وأنا متأكد ان من فقد أمه يعرف مدى صدق كلامي رحم الله من ذهبت الى رحمة الله ومتع الباقيات بالصحة والعافية. ومتع ابناءهن بتلك الجنة التي تحت اقدامهن ليتمرغوا في جناتها.
ذلك الرجل الحكيم
كان في حينا ذلك الرجل – الدقيق في وصفه لكثير مما يدور حوله فكان يقول يا ابن \”آذا\” يقصد يا ابن آدم او يقول لك بحكمته البسيطة:
الدنيا – ماشيه –
فلقمة من عيش .. وهدمه من خيش
وينقضي العمر في ليش وعلى إيش
انه حكيم وقته.
•• آخر الكلام
تستطيع ان تحقق رضا نفسك كلما استطعت ان تكون صابراً ومحتسباً.
التصنيف: