ماذا يحدث في بلاد المسلمين.. بحق الله؟ ( 1 )

• أحمد محمد باديب

[COLOR=blue]أحمد محمد باديب[/COLOR]

إن كثرة الأحداث وتسارعها وانتشارها في أغلب الدول من حولنا وما نراه من المآسي المتجددة يومياً مما يجعل الحليم حيران فتشتت الفهم واختلطت على الناس الأوراق بكل فئاتهم فباتوا لا يدركون شيئاً مما يدور حولهم وفي بلادهم التي اختلط الحابل بالنابل فيها وتشعبت الآراء وتضاربت الأفكار وأصبح التلاسن عبر الفضائيات وقنوات التواصل الاجتماعي أهم مؤشر لاختلاف الآراء والذي هو السمة العامة للجميع , فسرت حمى هذه الأمراض إلى كل وسائل الإعلام واعتلى منابر الخطابة من يفهم ومن لا يفهم , وأدلى كل بدلوه من المخططين والمغررين والتائهين وكل من اقتنع بأن لديه خبرة ورؤية خاصة من العسكريين والسياسيين وشيوخ الدين وأصحاب الملايين , سوق لا تعرف مدخلها من مخرجها يدلل فيها على القضايا وتباع فيها الضمائر فلا تسمع فيها إلا قعقعة السلاح وأنين الجرحى وبكاء الثكالى ولا تشعر إلا بشماتة الشامتين وفرح الحاسدين بالموت المجاني .
لم يعد يعرف في هذه السوق الصديق من العدو ولا المؤيد من المنازع ولا المتخاذل من الممانع لقد فقدنا القدرة على التمييز بين الأمور كما فقدنا الثقة في الزعامات والرموز حالنا يرثي له العدو قبل الصديق , فبحق الله ماذا يحدث في بلادنا؟ هل من أحد قادر على أن يحدد لنا مايفعله الآخرون فنعرف كيف نتصرف أو يرسم لنا مسارنا لنعرف كيف نسير !! فالمشهد ليس غائما وضبابيا فحسب ولكنه بات متداخل الملامح لدرجة عدم التمييز!! وإليك وصفه كما أراه والله المستعان ..
1- سنبدأ من أقصى الشرق من بورما حيث تقوم الحكومة البورمية بقتل الأقلية المسلمة وإضطهادهم حتى لم يعودوا يجدون النصير , فلا مسلمو بنغلاديش الذين أتعبهم السياسيون وهلكهم الفقر والكوارث ولا مسلمو الهند الذين لا قيادة حقيقية لهم ويعانون من بغي الهندوس عليهم بالإضافة إلى كثرة ما فيهم من الجهل . وكذلك الحال من مسلمي إندونيسيا وماليزيا الذين يعانون من صراع داخلي بين متطرفين ومنحلين وتعمل فيهم أيادي التنصير وتتجاذب بلادهم الحركات الإنفصالية , أما ماليزيا فصراع على البقاء مع العنصر الصيني في الداخل وفي الجوار كما أن الجبهة الداخلية منقسمة بين إسلاميين وتقدميين , وأما مسلمي الهند في ذل لا يجدون معه قيادة توحدهم كما أنهم لا يجدون مساعدة على تحسين أوضاعهم الإقتصادية والتعليمية وبالتالي فهم مهمشون سياسياً على الرغم من عددهم الذي يربو على مائتين وخمسين مليوناً .
2- مسلمو كشمير الذين ضاعوا بين السياسة الباكستانية والهندية ولكونهم في زاوية من العالم لا يشعر بهم أحد ولكونهم قد فقدوا القيادات السابقة وتعرضوا للتجهيل حتى بقضاياهم , ولكون العالم لا يريد أن يغامر بمصالحه مع الهند وباكستان لذا فهم لا يجدون لهم نصيراً حقيقياً لحقوقهم فضاعوا أو ضاعت قضيتهم .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *