ماذا عن مذكرات السياسي؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
كان الحوار ليلتها ساخناً وحاداً جداً ونحن نشاهد ذلك – الجدال – على إحدى الفضائيات بين ضيوف البرنامج الذين راحوا يتصارخون لا يتحاورون وكان نقطة الخلاف حول هل السياسي يقول ما يؤمن به او انه يقول شيئاً بينما هو يقصد شيئاً آخر، فلم يصلوا الى تحديد توصيف من هو السياسي، وقد ذكروني في ذلك \”الجدال\” بتلك القصة التي تروى عن الكاتب الساخر الايرلندي الاصل برناندشو الذي كان يمر يوماً بجانب أحد المقابر فقرأ على نصب القبر هنا ينام السياسي الصادق الامين فالتفت الى من كان معه قائلا له : هل يعقل ان يدفن في قبر واحد ثلاثة اشخاص.العبارة موحية بكثير من السخط على السياسي كأنه يريد ان يقول ألا سياسي صادق وأمين أيضاً.
المتأمل الآن في سيرة كثير من الساسة خصوصاً اولئك الذين كتبوا مذكراتهم وشحنوها بكثير من القصص بعد ان تخلوا عن المسؤولية او هي التي تخلت عنهم اما بعامل \”السن\” او بعامل الاجبار على الترك.
ان السياسة يقولون عنها بانها فن الممكن وهي القدرة على ان تقول كلاماً جميلا ومقبولا وبدون صخب لكنه لا يعني شيئاً انه كالماء لا لون له ولا طعم ولكنه يبحث عنه باستمرار، والسياسي الناجح هو ذلك الذي يدير شؤونه في صمت .. وقادراً على الاستفادة من وهج النار دون الاقتراب منها حتى الاحتراق وعدم البعد عنها حتى لا تعرضه لزمهرير الواقع.ان كثيراً من تلك المذكرات تأتي في الوقت الضائع مع الأسف!.
التصنيف: