ماذا حدث بين الأمس واليوم؟

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** كان كسوف الشمس وخسوف القمر مرعبين لنا في ذلك الزمان البريء تحبس الانفاس عند حدوث احدهما، ويزداد خفقان القلب وترتجف اطراف الجسم، تختفي حركة المشاة في الشوارع الكل يمضي في هدوء الى المسجد النبوي الشريف مبتهلاً الى الله ان \”ينجينا\” من غضبه فيتردد ذلك الصوت الأخاذ من محراب المسجد النبوي الشريف وهو يتلو آيات من القرآن الكريم بصوته الرخيم الماس للقلوب، كان فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح امام وخطيب المسجد النبوي الشريف ذلك الصوت المعبر في ترتيله وفي نبرة صوته \”الشاجن\”، وكان صوت المؤذن بذلك النداء صوتاً حزيناً \”الصلاة جامعة\” ودائما كان ذلك المؤذن رخيم الصوت عبد الملك نعمان هو من ينادي لصلاة \”الخسوف\” \”ليلا\” هكذا أتذكر الآن فهو صوت يأتي من مقام الصبا مخلوطا بالبنجكه ذلك المقام الحزين الذي يخاطب الوجدان ويشد احساس المستمع اليه فيتداخل الشجن مع العذوبة مع الرضا ملفوفاً بالخوف الراجي رحمة ربه.
اليوم ماذا حدث لقد تغيرت احوال الناس فهذه الآيات تحدث وينظر اليها الناس نظرة غير عابئة وانها ظواهر كونية عادية أو هكذا ينظرون إليها.
هذه أخبار الزلازل والبراكين التي تحدث في العيص الناس لا يعطونها ذلك الخوف منها ومن آثارها انهم لا يعبأون بها ابداً، ماذا حدث؟ هل الناس هذه الايام غيرهم في تلك الايام؟
هل هذا الرفاه – التعليمي – هو الذي جعل لكل حدث سبباً وبالتالي افقدنا براءتنا؟
انها اسئلة عديدة تدور في رأسي وأنا أرى هذا الانصراف؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *