\"ماذا بعد يا هيئة مكافحة الفساد\"

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فهد الفاتك[/COLOR][/ALIGN]

إذا صار الفساد عاماً يتعدى الضروريات فإن إصلاحه يكون عاماً بمقدار الضروريات، ولهذا قال الله \”والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة … وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين\”
والإصلاح لا يأتي من السر، فلو كل أمور الإصلاح أكلناها للسر لما ظهر لنا إصلاح، فمعظم أمور الفساد تحصل في السر وينبغي أن يكون الاصلاح مغايراً حتى في الأمر به.
فقد جاء في الحديث \”الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس\” والإصلاح ليس من الأمور المكروه ظهورها.
وما أقصده هنا هو التشهير في العقوبات التي تضر بإحدى الضروريات الخمس أو كلها ويتعدى الخطاب إلى الفساد الحكومي والسياسي والاجتماعي.
فلو نظرنا لأية النور فإنها اشترطت في تطبيق الحق ظهوره للعيان وهذا حصل في كثير من الأمور عندما قال النبي لو أن فاطمة بنت محمد سرقت وأول الحديث إن الشريف إذا سرق تركتموه والضعيف أخذتم الحق منه.
فالأوجب في الحق العام إظهاره لإيناس الناس وعدم ستره لإيناس المفسد، فشرع الله ليس محمولاً للمفسد وإنما محمولاً للعدل.
وما أريد الوصول إليه، هو أننا استبشرنا بخروج هيئة الفساد إلى النور وبأنها ستحمل طابع شخصية قوية وبارزة لتهز كيان المفسدين تحت طاولات الدولة والذين يتسترون بمناصبهم لتحقيق أغراضهم وأهوائهم، وآسفنا عندما رأينا أول خطاب لها كان عبارة عن توصيات فحسب.
والمفسد لا يحتاج إلى توصية به بمقدار ما ينبغي التشهير به لإضراره بالحق العام والخاص.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *