ماذا أعددنا لرمضان؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]
ما افضلك يا شهر رمضان ..وما اكرمك يا شهر الصوم والعبادة ..وهاهو شهر الرحمات والبركات يهل علينا ومعه كل الخيرات لمن اراد الفوز والغنيمة بعد احد عشر شهرا من الاستغراق في مشاغل الدنيا وسراب المادة وسباقها المحموم الذي بات يشغل القلوب والعقول طمعاً في عرض زائل لا ينال منه الانسان الا جزاء ما قدمت يداه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
كلما اقترب شهر رمضان وهلت رياحينه الايمانية كلما ازدانت حياتنا بالفرح والسرور وتتغلغل المعاني الروحية لتنقي الافئدة والقلوب المتعبة بهموم الدنيا من دنس الآثام ..الكل يفرح بقدوم شهر الخيرات ..شهر الرحمات والمغفرة والعتق من النار ..شهر
الاحسان ..شهر الدعاء ..فهو شهر القرآن .وفيه ليلة خير من الف شهر .قال تعالى : \” إنا انزلناه في ليلة القدر، واما ادراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من الف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن الله ربهم من كل امر، سلام هي حتى مطلع الفجر \” .وقال
فيه صلى الله عليه وسلم : \” من صام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه \” .
اننا نعيش زمنا صعبا وعصرا مختلفا غلبت فيه الدنيا وحياة المادة وكل مبدعات اللهو واسرف الانسان على نفسه .ولنتخيل ماذا ستكون عليه حياتنا بدون رمضان وهذا الفضل العظيم من خير الزاد ..كيف ستكون نفوسنا وقلوبنا واعصابنا بدون هذا الموسم الفضيل بكل روحانياته وخيراته ..وبدون فوائد الصوم لصحة اجسادنا وارواحنا ونفوسنا وافئدتنا ..وبدون ممارسة نعمة الصبر الجميل وحفظ الجوارح .وتقوى الله في السر والعلن .أترون كيف يغير شهر الصوم من النفوس وينقي القلوب .فمن يبخل في غير رمضان تطيب نفسه فيه الى البذل والمسارعة الى الخيرات بالصدقات ..واعتياد المساجد ..وعبادة الدعاء ابتهالا لله المتعال وابتغاء مرضاته، وليت كل اب وام يجعلون اخلاق رمضان نبراسا في حياتهم وفي تربيتهم لابنائهم، وما احوج وطننا وامتنا الى شباب قوي في ايمانه يتقي الله تعالى في دينه ووطنه ونفسه، لا ان يجعلوا منه مظاهر دنيوية ..لما لذ وطاب من الطعام والاسراف فيه دون حاجة للسهر واللهو وضياع ليالي وايام رمضان في غير ذكر الله .
ان رمضان هو شهر الصوم .فلنجعل صيامنا خالصا لله تعالى في معنى هذه العبادة وهذا الركن من اركان الاسلام .وشهر رمضان هو شهر الصبر .فلنصبر ونعتاد على هذه الفضيلة والخصال الحميدة التي جزاؤها الجنة \” انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب \” وهو شهر التقى والاخلاص والعزم .وهو شهر الجائزة .فهل هناك جائزة افضل من رضا الله ورضوانه .فلنجعل زادنا للروح وليس للجسد بالاكثار من الطاعات وتزكية النفس بأطيب الافعال والاقوال .يقول الحق تبارك وتعالى : \” ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما \” .
وهاهي الايام تتوالى مبشرة بسيد الشهور، فلنعد العدة بزاد التقوى والقلوب المطمئنة واخلاص العبادة لله تعالى .ولنتذكر ان في رمضان الماضي كان بيننا احبة صاموا معنا الشهر الفضيل وتمنوا ان يبلغوا هذا الشهر القادم بخيراته ونعم المولى عز وجل من التوبة والمغفرة والعتق من النار .فلنحمد الله تعالى ونسأله سبحانه ان يبلغنا ايام وليالي رمضان وان يوفقنا لصيامه وقيامه .وان نجعل اخلاق الصوم زادنا لبقية العام وفي هذا فوز عظيم ..نسأله سبحانه ان يجعلنا من الفائزين بمغفرته ورضوانه وان يوفقنا لصيام وقيام رمضان .يعيده علينا وعلى بلادنا وامتنا بالخير والبركات .
حكمة : اكتموا حسناتكم كما تكتموا سيئاتكم
للتواصل : ٦٩٣٠٩٧٣
التصنيف: