[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبدالوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]

أغلب الظن أن ما يحدث في معظم الفضائيات خلال شهر رمضان المبارك أصبح لايطاق فقد تكالبت تلك الفضائيات على تقديم المسلسلات على مدار الوقت ليلاً ونهاراً.. فبعد كل مسلسل .. مسلسل آخر .. وتتواصل المسلسلات وكلها لاعلاقة لها برمضان ولاجوه الروحاني ولا أجوائه الروحانية ويبدو أن فكرة تقديم المسلسلات كل الوقت هي الأقل جهداً.. وتكلفة .. الأمر الذي أصبحت معه المادة الرئيسية والفرعية ايضا .. وهذا الكم الهائل من المسلسلات في شهر رمضان جعل المادة تفتقد الى الجودة.. وبدلاً من أن المسلسل الواحد كان يزخر بالعديد من النجوم الكبار أصبح الآن المسلسل الواحد يعتمد على نجم واحد فقط والبقية كومبارس مما يؤثر في مستوى المسلسل .. ومستوى قبوله لدى المشاهدين.. وغابت بشكل كبير جداً برامج المنوعات من مسابقات وحوارات .. وبرامج ثقافية .. واخبارية .. وغيرها من ألوان البرامج التي تثري المشاهدين وتقدم لهم المتعة.. والفائدة.
وبالمقارنة فإن ماكانت تقدمه الفضائيات أيام زمان كان أفضل وأحلى ألف مرة مما يقدم في العامين أو الثلاثة الأخيرة فقد أصبحت المسلسلات والتمثيليات هي وحدها من يأخذ كل الوقت .. على عكس ما كان يحدث أيام زمان عندما كانت المنافسة تشتد بين المحطات الفضائية لمشاهدة البرامج المنوعة والخفيفة والمسلسلات القوية والناجحة والحافلة بالنجوم الكبار.
وبلاشك فإن اقتصار معظم القنوات الفضائية على تقديم المسلسلات بهذا الكم الفادح اساء الى المشاهدين وجعلهم إما يهجرون المتابعة لما يُقدم أو أن تسهم هذه المسلسلات في تسطيحهم!! وهذا مايفسر بأن هناك شريحة كبيرة من المتابعين لهذا الغثاء لا يعرفون إلا اسماء الأفلام والمسلسلات واسماء الممثلين والممثلات بينما يعيشون أمية كاملة فلا يعرفون شيئاً سوى ثقافتهم الفنية إن كانت مفيدة أو ناجحة .. أو قادرة على أن تبني لهم فكراً.
فإذا سألت أحدهم عن اسم أي فيلم فإنه يبادر بالإجابة بنجاح وتجده حافظاً لأسماء الفنانين والفنانات وأدوارهم في الأفلام والمسلسلات.. لكنه يحتار إذا سألته عن عمرو بن العاص – مثلاً – أو طلبت منه نبذة عن طه حسين أو محمد حسين زيدان .. او ماذا يحفظ للشاعر غازي القصيبي رحمه الله او المتنبي بكل شموخه وأدبه الرائع حد الدهشة.لهذا فإننا في غنى عن هذه المسلسلات التي تُقدم لنا بالكوم وهي في جلها استعراض سخيف للحب والمغامرات العاطفية المحمومة.ويا محطات الفضاء .. ارحمونا من هذه المسلسلات المؤذية والسخيفة والتي تسرفون في تقديمها في كل آن.
آخرالمشوار
قالت الشاعر:
والهَوى الحْلوُ الذي كانَ السنَّى
في دُروبي بات حُزْناً واغتراباً
أيها الساهِرُ مثلي في الدْجَى
ليتنا نغفو فقد نَنْسى العَذَابِا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *