طلال محمد نور عطار
القدر في اللغة له معنيان الاول: بمعنى تقدير الامور وابرامها، وقد ورد هذا المعني كثيراً مع القضاء مثل : القضاء والقدر.
والمعنى الآخر : بمعنى التعظيم قال تعالى: “وما قدروا الله حق قدره” أي ما عظموه حق تعظيمه.
وليلة القدر وردت في قوله تعالى : “إنا انزلناه في ليلة القدر” بمعنى ان هذه (الليلة) ذات قدر وتعظيم. كما تعني ليلة يفصل فيمها ما جرى به القضاء ويكشف للملائكة.
وهناك خلاف فيما مضى في موقع (ليلة القدر) : هل هي في شهر رمضان ام هي في ليلة النصف من شهر شعبان؟ لم يأت تحديد زمنها في كتاب الله ولا في أي شهور السنة، فقد ورد ذكرها في سورة القدر، قال تعالى : “إنا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر”.
كما جاء ذكرها في سورة الدخان بالليلة المباركة، قال تعالى : “إنا انزلناه في ليلة مباركة، إنا كنا منذرين” فيها يفرق كل أمر حكيم. أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين”.
وتم حسم هذا الخلاف في قول الله تعالى : “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان”.
واكدت السنة المطهرة ان كلا من (ليلة القدر) و(الليلة المباركة) وصفات لموصوف واحد هو ليلة من ليالي رمضان شرفها الله يجعلها لنزول كتابه المبين”.
فقد كان النبي عليه افضل الصلوات واتم التسليم يحيي العشر الاواخر من رمضان فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم ااذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.
وتبوأ العشر الاواخر من شهر رمضان بهذه المنزلة لان ليلة القدر فيها الحديث (التمسوها في العشر الاواخر من رمضان) كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الاواخر من رمضان) متفق عليه.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاقى رجلان، فقال صلى الله عليه وسلم: خرجت لاخبركم بليلة القدر، فتلاقى فلان وفلان، فرفعت، وعسى ان يكون خيراً لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة) رواه البخاري.
وعن ابن كعب انه قال: الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها وهي : ليلة سبع وعشرين وأمارتها: ان تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها). رواه مسلم وأحمد وابو داود والترمذي في صحيحه.
وعن ابي هريرة رضي الله عنه: ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يارسول الله: أرأيت أن علمت، أي ليلة القدر، ما اقول فيها؟
قال قولي: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) رواه أحمد وابن ماجه والترمذي ان اغتنام الاجر والثواب بأحياء ليلة القدر ليلة القرآن، ليلة انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الفرقان ليلة خير من الف شهر التي تعادل: (ثلاث وثمانين سنة واربعة اشهر) لقيام (الصلاة) وبذكر الله الدعاء) فقد احييتها واجرت عليها فذقت حلاوة المناجاة: تناجيه فيسمعك وتدعوه فيستجيب له واشرقت نفسك بنور ربها صفاء وطهارة وعزيمة.
اللهم – كما بلغتنا شهر رمضان – فبلغنا ليلة القدر في هذا الشهر المبارك – شهر رمضان – واجعلنا من عتقائك من النار واغفر لنا ولولدينا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *