[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

صوت المذياع من الغرفة المجاورة يملأ كل الشقة ..
كل دا كان ليه لماشفت عينيه
حن قلبي إليه وانشغلت عليه .. كل دا كان ليه ..ليه؟
كان الصوت يأتيها من الخارج كأنه يواسيها .. ويزيدها اقداماً للخلاص من هذا البرص .. تنبهت لمعنى الكلمات رددت في داخلها..
نعم كل دا كان ليه..
اعجزها الجواب.. للحظة.. اغمضت عينيها نصف اغماضه .. اخذتها الذكرى الى البعيد الى خمسة عشر عاماً .. كل عمرها الذي تدركه بحلوه ومره . بتعبه وراحته بضحكاته ودموعه.
لثواني نسيت ذلك البرص كأن الذكرى أكبر من كل هذه الورطة التي تعيشها
بخطوات سريعة .. فتحت باب الحمام .. تذكرت .. توقفت قليلاً قبل ان تخطو الى الداخل مسحت الحمام بنظرة سريعة ايضا لايوجد..
الحمد لله .. هكذا قالت في نفسها …
وقفت بارتياح امام المرآة .. صوت المذياع من الغرفة يأتيها واضحاً .. راحت تحاكيه وهي تنغم صفيراً مميزاً
فجأه القت بنظرة سريعة على قدمها شهقت .. تشنج كل جسمها .. عيناها اتسعت اكثر .. واكثر .. لا تدري ماذا تفعل .. انه هو لاصق بمقدمة \”الحذاء\” قذفت بالحذاء الى الخارج .. راحت تصرخ.. وتصرخ .. احست انها تكاد تغيب عن الوجود .. كيف يحدث هذا..
\”البرص\” ملتصق بمقدمة الحذاء
اخذت تقلب كفيها في حيرة .. \”البرص\”
** كانت تغرس عينيها في سقف الغرفة .. وصوت المذياع بجانبها يهمس في استرخاء
كانت الايام في قلبي دموع بتجري
وانت تحلالك دموعي وهي عمري
الليل يعلن عن انسحابه .. لنهار جديد .. عندما شعرت برغبة شديدة للذهاب للحمام مرة أخرى.
دست قدميها الصغيرتين .. النحيلتين في حذاء خفيف اسفل السرير.. بهدوء اصلحت من انزلاق قميص النوم من على كتفها.. حوقلت في اطراف الغرفة .. بسملت .. قرأت ما تحفظ من آيات كريمة.
وهي تفتح باب الغرفة مدت برأسها الى الخارج لتتأكد من عدم وجوده.. رفعت خصلة الشعر التي انسدلت على عينها اليسرى مدت يدها الى مفتاح النور في الصالة .. الفاصلة بين الحمام والغرفة .. تأكدت من عدم وجوده
لازال صوت عبد الوهاب .. في تثاؤبه المتعب .. كل دا كان ليه لما شفت عينيه
على مدخل الحمام .. وهي في الداخل كيف الخروج لا أحد في الخارج تستعين به .. وهذا \”البرص\” من اشد الزواحف عداء له ..
اخذت تلف على جسمها القميص الذي بدا لها أنه اكثر ضيقاً..
صوت المذياع لازال صداه يصلها كأنه يشعرها بمن هو جانبها .. تشجعت امسكت بعصا غير غليظة مدتها بيد مرتجفة الى مقدمة الحذاء .. لعل \”البرص\” يتحرك إلى أي اتجاه المهم تخرج من هنا..
البرص لا يتحرك .. فركت عينيها .. فتحت فاها ذهولا.. ودهشة انه ليس \”برصاً\” كانت مقدمة الحذاء المصنوعة من كتلة خيوط انفجرت ضاحكة .. صارخة..
ليس .. هو .. ليس .. هو

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *