ينخدع الكثيرين ببريق الأشياء من حولهم ليبدء رحلة اللهث وراءه للحصول عليه إيماناً منه أنه شيئ نفيس لا يعوض

لكن تقع الصدمة بعد ذلك عند إكتشاف أنه لا شيئ وما هو فقط إلا بريق لصورة مشوهة تجعلنا تمنينا لو أننا لم نلتقى بها من قبل

والأن أصبح هناك صعوبة فى التمييز بين الجيد والسيئ وذلك يرجع لإنتشار المظاهر الكاذبة خاصة فى مواقع التواصل الإجتماعى وخروج الكثيرين بجمال مظهر وحضور مزيف ليعطوا إنطباع للمُتلقى وكأنهم ملائكة وليسوا بشر

وما زاد الطين بَلَه أن الأخرين يجعلوا منهم نجوم وشخصيات هامة بالمجتمع بين ليلة وضحاها

بين كل هؤلاء هناك فئة العقلاء الذين ينظرون للداخل لا الخارج المزيف فليس كل ما يلمع بالنسبة لهم ذهباً ، هؤلاء أشد حكمه ، أشد جمالاً من الجميع

فهو يدرك جيداً أن حلو الكلام قد يحتوى على الكثير من السُمِ بالعسل ، ويؤمن أن الأفعال أهم بكثير من الأقوال ، ويعرف أن هؤلاء ما هم إلا أشخاص فارغين من الداخل يأمرون بالمعروف ويدعون المثالية وهم من داخلهم يمتلئون بالكذب والخداع والخيانة والخبث والشر

من أكبر الأخطاء أن ينجرف الإنسان وراء المظاهر ليجعلها هى الأساس لتقييمه للأخرين فليس كل الوجوه الناصعة البياض نقية القلب فقد يكون الوجه الأبيض الملائكى يحمل داخله ظلاماً أشد من سواد الليل

مقياس الجمال الحقيقى هو جمال الروح ، الأخلاق ، الفكر ، ليس الفكر الشائع عن أن الجمال هو جمال المظهر والشكل فكل تلك ما هى إلا عوامل يستغلها البعض للوصول لمصالحه الشخصية التى قد تصل إلى تشويه وقذف الأخرين بالباطل فقط لأنهم يأسرون القلوب بطله بَهيه لها سحر خاص

وكذلك كل هذه الأشياء تتغير مع الوقت وتبقى الحقيقة الوحيدة وهى الشخصية والروح ، هى المستمرة ، والأبقى ، التجارب فى الحياة لا تأتى من فراغ وتؤلمنا كثيراً

لذلك يجب أن نقيم الأشخاص ونقدرهم بالشكل الذى يستحقونه حتى لا نتعرض لصدمات قوية تؤثر سلباً على حياتنا ونظرتنا للحياة وعلاقاتنا الإجتماعية مع البشر

سوء الإختيار المسؤول الأول عنه هو الشخص نفسه لأنه من البداية قام بتقييم شخص على أساس مظهره دون النظر إلى داخله وإكتشاف شخصيته الحقيقية

حاول قدر الإمكان الخروج من الصدمة سريعاً وإكتساب خبرة من الصدمة الأولى لتجنبها مرة أخرى وتجنب الحكم على الأشخاص من مظهرهم

لأن التجارب المؤلمة تزيد الإنسان مع الوقت خبرة ونضج ووعى يجعله يتجاوز ويتجنب الوقوع فى هذه الشباك مرة أخرى رغم مرارتها وقسوتها وقت وقوعها

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *