ليحفظك الله يا خادم البيتين

Avatar

سمير علي خيري

خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز احد القادة العظماء في التاريخ المعاصر الذين قل تواجدهم في السياسة العالمية فهو شخصية قيادية اصلاحية ذات رؤية مستقبلية تسعى لتطوير المملكة وبناء الانسان فيما تحقق في عهده الميمون خلال الخمسة سنوات قفزت فيه بلادنا قفزات رائعة في جميع المجالات المختلفة التعليمية والصحية والثقافية والتكنولوجية والادبية وغيرها من المجالات.
وهو في احاديثه دائما ما يسعى للاصلاح وبناء المواطن السعودي ليكون عضوا صالحا في مجتمعه يسعى للبناء والرقي والعمل بجد وبصدق وباخلاص وبحب لوطنه وبلده وامته ففي كلمته حفظه الله السنوية امام مجلس الشورى مؤخرا كانت اكثر من رائعة في منهاج حياة لنا اوضح من خلالها الكثير من الامور التي تهم المواطن والمواطنين فقد تحدث حديث القلب ليصل للقلوب لقد احتوى خطابه حفظه الله على الكثير من الامور التي تهم الدولة والتي تكون سببا في تقدمها واستمرارتها وتطورها يتحقق من خلالها كثير من المعالجات للاخطاء ومن اهمها الكلمة التي ينطلق من خلالها الحوار والنقد والحديث والاعلام والتعليم والنقد الهادف البناء فاهتم الملك بمسؤولية الكلمة المتزنة التي تحافظ على قيم الامة ووحدتها وان الكلمة لها جانبين المفيد والضار وانها قبل كل شيء يسأل عنها العبد يوم القيامة فقال حفظه الله (انكم تعلمون جميعا بأن الكلمة اشبه بحد السيف بل اشد وقعاً منه لذلك فانني اهيب بالجميع ان يدركوا ذلك فالكلمة اذا اصبحت لتصفية الحسابات والغمز واللمز واطلاق الاتهامات جزافاً كانت معول هدم لا يستفيد منه غير الشامتين بامتنا وهذا لا يعني مصادرة النقد الهادف البناء لذلك اطلب من الجميع ان يتقوا الله في اقوالهم واعمالهم وان يتصدوا لمسؤولياتهم بوعي وادراك والا يكونوا عبئا على دينهم ووطنهم وأهلهم).
وقال تعالى (مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) وقال تعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) فالكلمة لها مفعول السحر تحرك الاشجان وترفع الهمم وتصفي القلوب وفوق ذلك فيها اجر عظيم فقد قال صلى الله عليه وسلم (الكلمة الطيبة صدقة) فالكلمة هي عنوان المجتمع المسلم والصالح القائم على الخلق الحسن والاحترام المتبادل والحوار الراقي ومن خلالها يحدث النصح والتوجيه والعدل ومن خلال هذه الكلمة الطيبة ينتشر الحب والسلام بين الشعوب وبها تتعالج الكثير من الاخطاء والخلل الذي يحدث في المجتمع بالنقد الهادف البناء الذي يرضي الاخرين ويوجه اعمالهم للأحسن والأفضل والأكمل والأمثل.
فالكلمة التي اشار لها ملك القلوب هي لمعالجة القلوب التي زاد مرضها مع العصر الحديث الذي نعيشه فانتشر الحقد والحسد والضغينة والتنابز بالقبائل والنعرات العنصرية وتكفير بالناس واخراجهم من الدين لمجرد اخطاء بسيطة قد يقع فيها اي انسان مسلم يعبد الله لارضائه ويحلم للفوز بالجنة.
الكلمة التي اشار إليها حفظه الله هي سياسة تشريعية محلية وعالمية تمكن الانسان من تنظيف قلبه من الترفع عن الصغائر والبعد عن الكبائر والتهجم على الاخرين بسبب وبدون سبب فتكون الكلمة الطيبة شعار نقتدي به ونبراس يعرف به الطيبون والصالحون فتكون لهم عونا في البعد عن ظلم الاخرين والحقد عليهم وتحقيرهم والتقليل من شأنهم لفقرهم او لجهلهم وهي طريق الخلاص في الحياة والنجاة من النار ان شاء الله.
فقال صلى الله عليه وسلم: (من حفظ ما بين فكيه وفرجيه ضمنت له الجنة) فالكلمة الطيبة خارطة طريق لتعمير الارض ونشر الخير في ربوعها فيها تستقر الاسرة وتطود الكلمة بين الرجل والمرأة وينصلح أحوال الأبناء والبنات فهل بعد ذلك نهمل الكلمة الطيبة من تعاملاتنا؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *