ليبيا والناتو وبس .. صورة أخرى !
توفيق الحاج
من حقي أن أرى الصورة الأخرى من المشهد الحالي ليس حباً في الديكتاتوريات الكريهة وإنما قراءة لجوانب يلفها الضباب ويواريها الغبار ولانراها إلا عندما ينقشع ..
ما ان رأيت الصرامي تهوي فوق راس العقيد ..مع فرح ثوري حصري غاية في الاستعراض ، حتى اعادتني الذاكرة وبسرعة الى نفس المشهد عند فتح بغداد قبل 8سنوات على يد (بوش خان) قائد بلاد الامريكان . نكاية في صدام .
وضاربو الصرامي من العراقيين سرعان ما ضربوا واهينو بصرامي المحتلين..
وبوش نفسه لم يسلم من صرماية عابرة للقارات..!!
حكمة الهية …لايعيها للأسف اللاهثون والبائعون .
العقيد لم يعمل ليوم تطفح فيه النفوس من الظلم .. فساح وطاح ومنع واباح اربعة عقود محاطا بالحارسات الفاتنات والجنود ولما حانت الساعة اعتلى المكان وهاجم الجرذان..!! وقال الى الامام حررو ا البلاد لكن ياحوف ..كان الناتو بالمرصاد ولم ينفع امام القاذفات لا دبابات الروس ولا صواريخ سكاد..!!صمد العقيد امام الناتو الجبار ماصمد الى ان تقطعت به السبل وانحسر المدد فأغلق عليه بابه يشكو الى الكتاب الأخضر ما أصابه وقد تفرق عنه الخلان وخانه الرفاق والإخوان.. وهكذا وصل الفاتح الى ذات النهاية وفي كل قصة عبرة وآية
العقيد صاحب الدار دار والزنقة زنقة اصبح الان بلا دار وفي زنقة وربما يضحي به عبد الجليل غير نادم في عيد الاضحى القادم .
ولكن مايهمني بعيداً عن منهج المؤامرة أو نية التشكيك هو ملاحظة أن ماجرى للعقيد هو فصل من كتاب متشابه الفصول والاسباب ظاهره \”الشعب يريد \” وباطنه الاستعمار الجديد..!!
سيسقط كل من تريد أمريكا سقوطه من الفرائس.
أنا وبلا جدال أو مماحكة مع حق الشعوب في الحرية ومقاومة الظلم والفساد خاصة أني فلسطيني يتجرع طوال عمره قهر الاحتلالات ومرارة الهزائم والنكسات وظلم بعض القيادات وعهر الانقسامات وزعرنة الحكومات.
ولكني…
امعن النظر رغم أنفي في صورة عرضتها (الجزيرة ) لعرس العزيزية قبل الافطار وهي لثائر شاب..يقبل العلم الامريكي وحوله يرقص الثوار.
واخرجت من قرص الذاكرة صورة علاها الغبار لعراب ربيع العرب الحالي الفيلسوف اليهودي الفرنسي برنار وهو يمتدح جنود اسرائيل بعد مذبحة جنين..!!
وقرأت ماكتبه الاسرائيلي اللعين مراسل يديعوت احرنوت الكهين الذي حط في طرابلس ملاكا وهو يحتفل مع المنتصرين ويتغزل في الفاتحين..!!
واضحكني الى حد البكاء التقاء اغاني القومية العربية مع طلعات الناتو و فتح العزيزية على مائدة إعلام (البسوس)
الحقيقة…
غن الثوار والمنشقين اصحاب السيادة مع سركوزي وبيرلسكوني وكاميرون واوباما يرقصون وعلى اشلاء جنون عظمة القذافي يلتقون ..!!
النصر العريض على الرجل المريض لم يكن ليتحقق إلا بطلعات الناتو الذي سرعان ماسيقول لحكومة الثوار هاتوا ، ففي هذا الزمن لانجدة ولا مساندة بدون مصلحة.
القذافي الذي كان دائما خارج التغطية يرحل غير مأسوف عليه وينضم للراحلين .
التصنيف: