لو عرفت تاريخ موتك!؟

حسد، حقد، غيرة، سرقة أموال الغير، ظلم الآخرين ، الاستهزاء بالآخرين ، استغلال المناصب، النميمة وأكل لحوم البشر، التشهير بالآخرين ، النصب والاحتيال،الأعمال والسحر، النذالة ، الكذب والتجني على الغير، إفشاء الأسرار ، الغش بكل أنواعه، التعامل بفوقية والتمييز والعنصرية ،عدم احترام الآخرين، القسوة وصلابة القلب والسعي لتحطيم الآخرين وعدم تقدير أعمالهم وسلب حقوقهم المادية والمعنوية هذا كله بعض التصرفات التي يقوم بها البعض في حق الآخرين دون أن يفكروا في الموت وما بعده من حساب عسير لقيامهم بكل هذه الأفعال،للأسف أن البعض يلتزم بالصلاة والصوم ويؤمن بأركان الإسلام إلا أنه يفتقد طهارة القلب وحسن الأخلاق التي نادى بها الإسلام ويفتقر قلبه إلى الرحمة والسلام ويظهر ذلك من خلال تعاملاته الإنسانية وإذا كانت صلاته لا تنهاه عن إيذاء الناس والمنكر فلا أعتقد أن لها معنى.
الإسلام دين تسامح وقناعة ورضا وسلام، دين رحمة ومودة وطهارة ونظام، دين يحثنا على الاحترام وإماطة الأذى عن الطريق فما بالك من يسعى إلى إيذاء الآخرين، ديننا يجعل من الابتسامة صدقة ويآمر بإفشاء السلام وكثير من التعاليم السمحة التي للأسف ابتعد الكثير عن الالتزام بها مما حملهم ذنوبا كثيرة يمكنهم تجنبها بقليل من التسامح وكثير من الإيمان بالقضاء والقدر وترك الحساب لرب العالمين دون تنصيب أنفسهم جلادين للآخرين دون النظر إلى تصرفاتهم وسلوكياتهم من الناس.
لا يوجد إنسان كامل فنحن بشر ولم يعصمنا الله تعالى عن الأخطاء ولذلك وجدت الجنة والنار للعقاب والثواب ولكن ميّزنا الله تعالى بالعقل وأعطانا كل التعليمات التي يجب استخدامها لتسيير حياتنا بما يعود علينا بالإيجاب والراحة الأبدية وحذرنا من سوء الأخلاق والتصرفات غير اللائقة حتى لا يحسب علينا النقاط السوداء وبالتالي ندخل في دائرة العقاب، ولكن للأسف البعض يتجاهل ذلك ويعتقد أن من حقه استغلال القوة التي منحها الله له بأبشع استغلال وأن من حقه ظلم الناس والتحكم في مصائرهم ومنعهم حقوقهم، كما يعتقد البعض أنه سيعيش للأبد لذلك لا وقت لديه لتعديل أخلاقه السيئة والوقت مازال طويلا لإصلاح سلوكياته قبل مقابلة ربه، فيفجر في معاملاته مع البشر ويتبلى عليهم ويظلمهم.
الدنيا فانية وسنُفنى قبلها لذلك علينا التفكير ألف مرة قبل القيام بأي تصرفات قد تكلفنا عقابا عسيرا لم نحسب حسابه وحينها لا وقت للرجوع ولا لتعديل الأوضاع ولا للاعتذار من الآخرين ليسامحونا عن ما أقترفناه في حقهم من أخطاء وكثير من الموتى ذهبوا قبل أن يسامحهم الآخرون وبالتأكيد يواجهون عذابا كما ورد في الكتاب والسّنة.
لا تنتظر الآخرين ليبدأوا، ابدأ أنت وحاسب نفسك قبل أن يسرقك الموت في لحظة لم تحسب حسابها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *