لو أنصف الناس لاستراح القاضي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شمس الدين درمش[/COLOR][/ALIGN]
لو أنصف الناس بعضهم بعضاً لاستراح القاضي، ولكن الناس في الإنصاف أنصاف وأرباع وأعشار، وبعضهم لا يملك منه شيئاً !!
دخل مكتبي مسلماً وهو يقول : منذ شهر وأنا أترصد هذه السيارة التي أمام مدخل رابطة الأدب الاسلامي، هل تعرف صاحبها؟ أهي لأحد الزملاء عندكم؟ ! خطر لي لأول وهلة أنه يريد شراء السيارة، واستدركت خاطري فوراً أن ذلك بعيد، لعدم وجود شيء يغري بالشراء في سيارتي القديمة المتواضعة ! فسألته عن السبب بعد أن دعوته للجلوس مرحباً، ومقدماً له بلحات من نخلة الرابطة .
قال : أنا مدير ثانوية رياض التربية الحديثة، وإن أحد الإخوة المعلمين صدم سيارتك من الخلف وهو ينصرف، ولم يستطع مقابلتك، وقد وكلني بذلك، وأنا منذ مدة أحاول التعرف على صاحب السيارة لأعوضه عن أي خسارة لحقت بسيارته، والحمدلله وجدتك،
فماذا تأمر، وكم كلفك؟ !
وضعت هذه الصورة للحظة مع صورة شخص آخر صدم سيارتي من الخلف ونحن واقفون في الاشارة، فرفع صوته عليَّ وعلى الشخص الذي أمامي قائلاً : لماذا لا تمشون، لماذا أنتم واقفون؟ ! ما هذا يا أخي ! تصدمني من الخلف وأنا واقف عند الاشارة الحمراء ثم ترفع صوتك علينا وتطلب أن نسير، وأنت مع ذلك رجل مسؤول عن الأمن والسلامة مع المواطن، ثم لا تعتذر ولا تكلف نفسك بالنزول من السيارة لترى ما سببته من تلف؟ !
وازنت بين الصورتين وقلت لهذا الرجل الطيب : لقد ذكرني صاحبك المعلم بقصة والد أبي حنيفة الذي بحث عن صاحب التفاحة التي قضمها ليطلب منه السماح؟ هذا يستحق أن يزوج فتاة صالحة !!ماذا لو أنصف الناس بعضهم بعضاً واستراحوا وأراحوا؟ !
التصنيف: