[COLOR=blue]د. علي عثمان مليباري[/COLOR]

نجح موسم الحج ولله الحمد من كافة النواحي التنظيمية والأمنية والصحية والخدمية والبيئية وغيرها ، ومن ثم دقة التنفيذ والمتابعة دون تهاون في تمرير المخالفين لتعليمات الحج والافتراش، وهما الظاهرة السلبية الأكثر وضوحاً في المواسم السابقة ، فلا شيء يضر بالأهداف قدر الخلل في تنفيذ الخطط ، وزيادة الأعداد أكثر من الطاقة الاستيعابية قبل اكتمال المشاريع ، مثلما أن الدعوة للالتزام بتعليمات الحج لاتتحقق على أرض الواقع دون جدية تطبيقها ، لأن هناك من يفكر في التحايل على الأنظمة ، والغاية عندهم تبرر الوسيلة ولو كانت غير مشروعة، وهذا يخالف الأمر المحسوم شرعاً من الله في قوله تعالى: \”لمن استطاع إليه سبيلا\”.
الدليل على حجم الظاهرة ، ضبط الكثير من الحملات الوهمية ومنع عشرات الآلاف من المخالفين لتعليمات الحج ممن لا يحملون تصريحاً ، وهو مؤشر واضح وعملي على حجم الجهد الذي بذلته الأجهزة القائمة على تنظيم الدخول لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة على مدار الساعة ، مما أسهم مع الخطط الأخرى في إنجاح الموسم بعد توفيق الله تعالى. فخلاصة هذا النجاح التنظيمي والخدمي لموسم الحج ، أنه يعكس دقة الخطط والحزم في تطبيقها، وهذا ما أكد عليه سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية بأنها جاءت وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عده الأمين وسمو وزير الداخلية.
لهذا جاءت النتائج ولله الحمد بمثابة نقلة نوعية، وقد تابعنا الأجواء الرائعة والراحة في التنقل والتحرك لوفود الحجيج في أطهر البقاع إن كان في مكة المكرمة أو منطقة المشاعر المقدسة، وتابع العالم على الهواء مباشرة المشاهد الحية لنجاح إدارة حشود الحجاج التي بلغ عددها نحو مليوني حاج أدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وفي أجواء من الطمأنينة.
إن هذه النتائج المبهرة لنجاح موسم الحج مكتسبات عظيمة ، تؤكد أهمية التمسك بها والبناء عليها بالحزم في تطبيق الأنظمة والتعليمات والخطط ، وهذا واضح رسمياً، وفي نفس الوقت ضرورة استشعار المسؤولية الجماعية تجاه ما تقوم به المملكة من جهود عظيمة وفريدة ، وسيتعاظم ذلك بالاستفادة الكاملة من المشروعات والخدمات الكبرى الجاري تنفيذها في الحرمين الشريفين ومنطقة المشاعر.
كما أن المواطنين والمقيمين عليهم مسؤولية مهمة في الالتزام أكثر بتعليمات الحج في المواسم القادمة لتعزيز المقاصد العامة لخطط الدولة في تحقيق المزيد من الراحة والخدمات لضيوف الرحمن ، وذلك بالخروج من دائرة الأنانية وعدم المخالفة من الأفراد والحملات الوهمية التي حتماً ستخضع لعقوبات لعدم التزامها والتلاعب بالحجاج.. وأيضاً حان الوقت لتتفاعل كافة الدول الإسلامية مع سياق خطط المملكة في المواسم القادمة خاصة في توعية حجاجها مبكراً.
إن هذا النجاح المثالي وغير المسبوق لموسم الحج ، هو محل اعتزاز وتقدير لجهود الدولة بقيادتها الحكيمة وكل الأجهزة ذات الصلة ، ونتمنى المزيد من التعاون واستيعاب درس النجاح وتعزيزه وكل عام والجميع بخير.

كاتب وباحث أكاديمي
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *