لنحتفل بأكبر إصلاح هيكلي في تاريخ المملكة
بحلول اليوم الوطني .. المميز الخالد المحفور في ذاكرة التاريخ وفكر ووجدان المواطن السعودي الذي ينتظره أبناء الوطن لتجديد مشاعر افتخارهم بانتمائهم لبلدهم العريق وبمعايشتهم للرمزية الوطنية التاريخية لتحقيق التكامل والوحدة وانتهاء الفرقة والتفكك بإعلان توحيد المملكة العربية السعودية في الأول من الميزان في 21/ جمادى الأولى/1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م وانطلاق مسيرة التطور والازدهار التي أثمرت الحياة الكريمة ورغد العيش والعطاء الذي لا ينضب لسبل الارتقاء بالصحة والمعرفة والتعليم والأمان والتجديد الدائم للتاريخ والحضارة بخطى السبق في المواكبة والتحديث للمجتمع السعودي وللدولة بمفاهيمها الجامعة الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والمرتكز الأساسي للعمق العربي والإسلامي وقبلة حوالي مليار ونصف المليار من المسلمين وأهم بوابة للعالم التي تربط ثلاثاً من قاراته .
فالمكانة المرموقة للمملكة تكونت بالإنجازات الخالدة والتعاطي الخلاق بمفاهيم العقيدة والسنة المطهرة والفراسة العربية المطوعة لمستجدات ومتغيرات العلوم الحديثة والعصرية لآليات تطور المجتمعات والدول والأحداث في العالم بمراحل القيادات الرشيدة لمسيرة المملكة والتي تحتاج لمجلدات لرصدها أو الكتابة عنها ..وبإشارة عابرة نشير بأن:
• الملك عبد العزيز ــ رحمه الله ــ أسس الدولة ووحدها بنسيجها الاجتماعي والجغرافي بمساحة قارة وأرسى الأمن والأمان وقواعد نهجها الإسلامي والعربي وأوجد أسس ومتطلبات الارتقاء والتطوير المجتمعي لها .
• الملك سعود ــ رحمه الله ــ جذر استمرارية ثبات الدولة في محيطها الجغرافي والإقليمي والعالمي وتجنيبها تبعات مرحلة انحسار الاستعمار من المنطقة والعالم وتفعيل مسيرة التطوير المجتمعي بالمملكة
• الملك فيصل ــ رحمه الله ــ أسس الدولة المركزية القوية بالمفاهيم الحديثة وما تتطلبه من أسس البناء والتطوير النوعي الممنهج للارتقاء بالتعليم والصحة وإطلاق خطط التنمية الخمسية لتطوير مفاصل الدولة والمجتمع ووضع النظم والقوانين وتثبيت الحدود والتعاطي مع الظروف الدولية والعالمية لتكوين الثروة المالية للدولة ومنطقة الخليج وإبراز قوة المملكة الإقليمية والعالمية
• الملك خالد ــ رحمه الله ــ نفذ مشاريع لتحقيق الرفاهية شملت فيما شملت الاسكان والتعليم وتنمية القطاعات المدنية والاستفادة من المتغيرات الدولية لتحقيق معدلات نمو مرتفعة للمملكة .
• الملك فهد ــ رحمه الله ــ بنى الدولة الإدارية بتحديث القوانين وأنشاء نظام الحكم والشورى ومجلس التعاون الخليجي والنهضة التنموية الشاملة وتغيير آلية البنية الاقتصادية إلى قاعدة الإنتاجية وترشيد الانفاق والدفع بالحركة الثقافية والإعلامية لمستويات التطور وإيجاد نظام دفاعي وأمني بالقوى الذاتية للمملكة.
• الملك عبدالله ــ رحمه الله ــ وظف الظروف الاقتصادية العالمية لإعادة البناء الاقتصادي للدولة وإطفاء مديونياتها وإحداث قفزة نوعية في الارتقاء بالتعليم والجامعات والتوسع في الحرمين الشريفين وحماية المملكة من زلزال أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما يسمى بالربيع العربي.
• الملك سلمان ــ حفظه الله ــ نفذ أكبر إصلاح هيكلي في تاريخ المملكة والدفع بقيادات الصف الثاني من شريحة الشباب لإعداد قادة للمستقبل وتجديد شباب ومفاصل الدولة والمجتمع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعسكرية وايصالها لموقع الريادة المؤثرة والمشاركة الفاعلة في بناء القرارات الدولية والاستراتيجية إقليمياً وعالمياً في مكافحة الإرهاب المجوسي والعالمي وهيكلة الاقتصاد العالمي .. التي استقطبت اهتمام وإعجاب العالم بجرأة وقوة إرادتها والحزم في التعاطي مع المتغيرات الدولية وفي إحداث الإصلاحات والهيكلة ..
مقرونة بالمتابعة العالمية بالكثير من الانبهار والترقب والتعجب للنتائج السريعة والقوية للطموحات التي اختطتها القيادة الشبابية في الحكم بالمملكة , ممثلة في سمو ولي العهد برؤية (2030) وما ستوجده من مبادرات خلاقة للتجديد والتحديث في المملكة ولمفاهيم وآليات تطويرها بالخطط والبرامج والمشاريع المنفذة والتحول الوطني التي تم إنجازها عملياً
ومن أهمها فتح المجتمع أمام المرأة ودورها في التنمية وطرح وتنفيذ المشاريع العملاقة بأفكار واستخدام تقنية عصرية وحديثة جداً وأخرى سيتم تطويرها مستقبلاً إضافة لما تم تنفيذه من إجراءات لمكافحة الفساد والاصلاحات الإدارية في الوزارات والمعالجات الفورية للقصور والضعف في الأداء وإعادة توزيع وهيكلة مؤسسات الدولة لرفع الكفاءة واستثمار الامكانيات البشرية واشراك القطاع الخاص في بعض مفاصل المؤسسات الحكومية للاستفادة من الخبرات وتحقيق التعاون بين القطاع العام والخاص وفقاً لمفاهم الرؤية 2030 وعمقها لنقل المملكة من دولة ريعية تعتمد على النفط كمصدر دخل رئيسي وامتلاك الموارد والإنتاج
واعتبار النفقات الحكومية المحرك الأول للاقتصاد إلى حكومة تدير الاقتصاد دون أن تمتلك مواده ويكون تدخلها في العملية الإنتاجية من خلال التنظيم والقائم بالوظائف الأساسية المتعلقة بالبنى التحتية وتوظيف مواطن القوة للدولة في الجوانب السياسية والجغرافية والاقتصادية لخلق مزيد من مصادر الدخل التي لم تستغل بعد تخصيص الكثير من القطاعات الإنتاجية بهدف خلق نقلة اجتماعية وثقافية نوعية في المجتمع السعودي والوصول به لمصاف المجتمعات العالمية المتقدمة والمرتكزات المطلوبة لمواجهة ومواكبة عصر متغيرات استخدام النفط بالسنوات القادمة .. وذلك بالاعتماد على شريحة الشباب والطاقة الكامنة لديهم .
فالوظائف التي يطرحها الاقتصاد لا تتناسب وديناميكية الاقتصاد المتوقع بمرحلة الرؤية والتي تليها لذلك تعد الرؤية الأساس في الأخذ بالأسباب لتهيئة المجتمع وقطاعات الدولة لبلورة أسس و قطاع أعمال جديدة وانظمة وعلاقات أعمال تتسق وتتفاعل مع المفاهيم والمفردات الاقتصادية والثقافية والنفسية لعالم الغد مستقبلاً الذي سيتزايد وتتكثف فيه الاستعانة بالتقنيات الحديثة والذكاء الصناعي للوصول ومواكبة التحولات في بيئة الأعمال والإدارة وتحسين الخدمات وموثوقياتها وعوائدها الكلية والتماهي مع التشكيلة المتنوعة من المعارف والخيارات التي ستتطور في حينها
ومن مؤشراتها التغير في أشكال الارتباط النمطي بين الفرد والوظيفة وحرصه علي المحافظة عليها إلي تغيير الوظيفة عدة مرات خلال مسيرته العملية ليتمكن من مواكبة ما سيجري في بيئة الأعمال وبالتالي الخروج بالمجتمع من ثقافة وأحلام الالتحاق بالقطاع العام إلي الإدراك بأن المستقبل يتجه بكلياته إلى ثقافة القطاع الخاص وعدم انتظار الشباب للعمل في القطاع الحكومي وبالتالي دفعهم للمبادرة والمنافسة للارتقاء بالإنتاجية والإبداع ولتحقيق ذلك تعمد الرؤية علي تنازل القطاع العام عن اللغة الاستراتيجية لصالح تحفيز القطاع الخاص لأداء المهام والأدوار التي يقوم بها بطريقته وفلسفته للوصول إلى المجتمع الحيوي والاقتصاد المتنوع والمزدهر.
ومع فرحة الحب لذكري اليوم الوطني الخالد يتجدد الحب و الاعتزاز والافتخار بالقيادة الرشيدة وإنجازات وعطاءات الوطن.
التصنيف: