[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. موزة المالكي[/COLOR][/ALIGN]

موضوعنا اليوم هو الديسلكسيا، وهو في الحقيقة من أكثر الأعراض التي تحير الأهل والمربين القائمين على تربية الطفل، وتتعب الطفل وتدخله في متاهات وإحساس بالظلم، لا يمكن أن يحس بها إلا من يعرف ما يدور في عالم من يعاني من هذا العرض، ومن هذه الصعوبات التي لا يستطيع غير المتخصص اكتشافها بسهولة.تعود كلمة \”ديسلكسيا\” إلى اليونانية وتعني \”الصعوبة في الكلمات وفي اللغة\” و(دس) معناها صعوبة و(لكسيا) معناها كلمة، فهي صعوبة الكلمة أو صعوبة اللغة. والدسلكسيا لا تؤثر فقط على اللغة ولكن قد تؤثر أيضاً على: النمو، الجهاز الحركى، الذاكرة، تنظيم الوقت، الرؤيا، السمع، السلوك، الشخصية، الصحة العامة، والمظهر. وتختلف الأعراض من شخص إلى آخر بمعنى أنه لا تتشابه الأعراض في فردين.فبعض حالات الدسلكسيا يكون الطفل فيها لا يعرف حتى الأحرف، وبعض الأطفال لا يعرفون الأحرف، ولا يميزونها عما يتشابه معها. وآخرون يعرفون الحروف، ويعانون من عدم القدرة على ربطها والنطق بها ككلمة، أما بعضهم فيستطيع أن يقرأ الحروف ونطق الكلمات ولكن بمستوى دون المرحلة التعليمية التي هم بها، فعدم قدرتهم على تتبع الكلمات أثناء القراءة، قد يسقط منهم كلمة أو سطراً وقد يقرؤون السطر مرتين، مما يؤدى إلى عدم فهمهم ما قرؤوا.
وهناك أعراض يلاحظها الذي يعيش مع من يعاني من الديسلكسيا، وقد لا تظهر جميعها على الطفل، ولكن لا بد أن تظهر عليه بعض هذه الأعراض واضحة وتختلف درجتها من طفل إلى آخر:
– يظهر الطفل خطأ في الإملاء وخاصة عند تعلم لغة أجنبية مثل اللغة الإنجليزية.
– قد يكتب الفرد أحرفا مقلوبة تقرأ صحيحة في المرآة.
– الضغط على القلم أثناء الكتابة والكلمات كبيرة الحجم وغير منتظمة.
– الصعوبة في وضع الأفكار على الورق أي التعبير.
– قد يختلط عليه الأمر في اليمين والشمال أو تحت وفوق أو قبل وبعد.
– صعوبة في حفظ جدول الضرب.
– يعتمد في العد على الأصابع (حتى بعد 8 سنوات)
– عدم القدرة على التعامل بالنقود.
– صعوبة حل المسائل الحسابية المحتوية على كلمات.
– صعوبة معرفة الوقت وتنظيمه.
– الشعور بالصداع أو الدوار أو ألم في البطن خاصة أثناء القراءة.
– صعوبة اتباع التعليمات المتعددة.
– يبدو ضعيف النظر رغم أن نظره سليم.
– البعض يكون بطيئ النمو وبالتالي يكون سلوكه وتصرفاته أقل من سنه.
قد يجد الطفل الذي يعاني من الديسلكسيا صعوبة في التمييز بين اليمين واليسار، وتعلم الوقت، أو ربط شريط حذائه أو إتباع تعليمات، أو الالتباس بين أصوات بعض الأحرف المتشابهة.
الدسلكسيا صفة وراثية تنتقل خلال العائلة وتكون عادة أكثر في الذكور منها في الإناث، والملاحظ أن جميع \”الدسلكسك\” يتمتعون بمعدل ذكاء طبيعي أو أكثر من طبيعي بالرغم من أنه للأسف لا يظهر أثناء التعليم. وقد ظهر منهم العديد من العباقرة.
وكيف يتم تشخيص الديسلكسيا؟ لكي لا نظلم الأطفال الذين يعانون من هذا العارض الذي قد يقضي على مستقبلهم إذا لم يجدوا من ينقذهم ويرعاهم ويقدم لهم الحلول السليمة والطرق الفعالة في التعليم والتي وضعت من قبل خبراء لكي لا يصاب هؤلاء الأطفال بالإحباط، بل وقد نجد من بينهم عباقرة يخلد التاريخ مجتمعاتنا تمجيداً لهم ولأعمالهم.وهذا بعض ما أحاول تقديمه بمساعدة متخصصات يعملن معي في المركز بإذن الله، وفي الأسبوع القادم سأشرح دور الأسرة والمدرسة في التعامل مع طفل الديسلكيا .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *