لم يزر والديه لأكثر من شهر!!
•• أعجبني ما توصل إليه أحد الممثلين السوريين في احدى مقابلاته التلفزيونية عندما كان ذلك البرنامج يناقش ظاهرة وسائل الاتصال التي انتهكت حياتنا.. عندما قال:
إن الغرب الذي كان يعيش في حياته بعداً وتفرقاً أسرياً أوجد هذه الوسائل لكي يغطي هذا النقص في حياته فيتواصلون من خلال هذه الوسائل أما نحن كعرب فكان تواصلنا الأسري قائماً وفاعلاً.. ومتفاعلاً.. لكن هذه الوسائل التي دخلت حياتنا خربتها.. فبدل أن نتواصل بها.. تباعدنا..
نعم لقد تباعدنا واكتفينا بها.. فأنت تكتفي بارسال رسالة لأهلك بمناسبة العيد مباركاً ومهنئاً وأنت الذي كنت تذهب إليهم في منازلهم بيتاً بيتاً.. هذا التباعد خلقته هذه الوسائل التي دخلت حياتنا.. لقد توقفت أمام منظر لابد أنكم أو بعضكم شاهده على “الواتساب” عندما اجتمع مجموعة من الأسر في زيارة لامرأة عجوز فكان كل واحد فيهم مستغرقاً في جواله.. وتركوها صامتة لوحدها.
إنه انعكاس صادق للحالة التي وصلنا إليها.
لقد فاجأني احدهم عندما قال لي أنني لم أذهب لزيارة والدتي لأكثر من شهر.. لقد اكتفيت بهذا الجهاز فأنا أتواصل معها عبره كلاماً ورؤية.. لقد كفاني هذا الجهاز من قطع المسافة بيننا.
عندها لم أجد رداً له عندي غير ترديد قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” لم يعجبه ردي.. فاكتفى بالنظر إلي ومضى ومضيت.
التصنيف: