لمن نكتب ؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد تاج سلامة[/COLOR][/ALIGN]
الكتابة بأنواعها المتعددة مغامرة تخص علاقة الفرد بالواقع أو بغيره أو بالمجتمع وأهم عنصر في الكتابة هو الجهد الذي يعانيه الكاتب للتغلب على ما يجده في نفسه من ضغوط والتغلب على ما يجده مغاير للحقائق السائدة من حوله من نقص.. وعجز ورأيي الخاص هو ان الكتابة صبغة فنية ومظهر للثقافة العربية، ومرآة لحياة الانسان العقلية والاجتماعية، الأديب الكاتب يصنع نفسه بنفسه وينسج ثوبه بيديه وراء ستار النفس حتى اذا تمت له أسباب المعرفة واكتسى رداء العلم أو تجف يراعه أحرفا تلهث على الورق.
* والكتابة كالموسيقى والرسم فن من بين الفنون، والفن سادتي هو تهذيب وصقل وجهد متصل وتحسين مستمر عليه لابد وان يندمج الكاتب أي ما كان في الوسط الذي يعيش فيه ليصبح مرآة لمجتمعه يحس باحساس من حوله ويتقمص مشاعرهم فيكتب ما يكتبه نتيجة لتلك المشاعر والاحساسات لأنه انسان لا يمكن ان يعيش لنفسه فقط.
* والكتابة موهبة غير ان هذه الموهبة لا تلبث ان تتحول عند صاحبها الى ممارسة ودراسة طويلة وليست بالعمل السهل الساذج كما يعتقد كثير من الناس بل هو عمل غاية التعقدي لأنه يدخل في باب الصنائع وهو فضيلة تتغنى بالقيم المطلقة.. فالكاتب يحس بكل جارحة من جوارحه فيسجل شعوره ويعبر عن غبطته باحثا عن الحقيقة المثلى في تنظيم ما يكتبه وان لا يبقى جامدا أمام ما يذهله ويربكه أمام غوامض الحياة عندئذ تتجلى المتعة الجمالية التي يحس بها القارئ الى التأمل بكيفية التقاط افكار الأديب الذي نسج يراعه بعض من افكار مجتمعه في قوالب فنية يضفي عليها نصيبا من الجمل التعبيري وهو لا يكتفي بوصف ما رأى وما سمع بل يجتاز ذلك الى النقد والنصح والتوجيه بأسلوب جذاب يجعل ما يكتبه وقعا في النفوس.
* كل إنسان له في هذا العالم رسالة يؤديها ورسالة الأديب ـ الكاتب ـ أسمى الرسالات لأنه مؤتمن عليها لايصال الحقيقة غير المزيفة والابتعاد عن الثرثرة اللفظية والبعد عن كل نزعة عاطفية ذاتية للنهوض بواجبات ما أؤتمن عليه وان يكتب لجميع الناس يرضى بعضهم.. ويسخط بعضهم.. فرسالة الأديب ـ الكاتب ـ قيمة للعالم الذي نعيشه.. وجدارة الحياة.. وتجربة الإنسان.. والكتابة في صميمها ارتقاء وعلو.. بهجتها ليست مجرد ثناء واحتفال!!؟ لكن لتوسيع المدارك حتى تتاح للقارئ وضوح الرؤية لتدفعه الى التعمق والارتقاء.
التصنيف: